اعتبر رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر، أن قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء، الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يساعد بشكل كبير في التقارب بين أبناء الشعب السعودي وعدم تفرقته، من خلال الفتاوى غير المسؤولة التي يصدرها بعض المشايخ والتي تؤثر بشكل وبآخر بين العلاقات الاجتماعية بين المواطنين، مؤكداً أن قصر الفتوى يؤدي إلى حفظ منزلة أهل العلم والمؤسسات الشرعية. وأشار الجبر في أمسية حوار جمعته مع مجموعة من شباب بلدة القارة في الأحساء حملت عنوان «التعايش في ظل التعددية الفكرية» إلى أهمية دور العلماء والأدباء والمثقفين ومنابر الخطباء في «الدعوة إلى التقريب بين المواطنين وتضييق دائرة الخلاف والتأكيد على الجوانب المشتركة»، معتبراً أن «التعايش أو التقارب في ظل التعددية الفكرية والمذهبية في المملكة أمر متاح وفق ما تكفلت به الدولة من حماية حقوق المواطنين جميعاً»، مؤكدًا أن محافظة الأحساء «خير مثال على معنى التقارب بين أطيافها المختلفة». واتفق الحضور من خلال المداخلات والأسئلة مع الجبر على أن مفردة «التقارب» هي الكلمة الأنسب للمجتمع السعودي، بينما «التعايش» تعني محاولة العيش بين فريقين أو شعبين تختلف هويتهما الثقافية والدينية والحضارية. وبيّن الجبر في الحوار الذي أداره الدكتور عبدالسلام العيثان ما يمكن أن يتفاءل معه لتأكيد خطوة التقارب وفق مسيرة الإصلاح الكبيرة في الوطن، موضحاً أن «الحرية الإعلامية النقدية التي يمارسها الكثير من الكتاب اليوم لها الأثر في تعزيز ذلك، خصوصاً في مواجهة التطرف، ويؤكد ذلك قرار خادم الحرمين الشريفين بقصر الفتوى وتحديدها في هيئة كبار العلماء»، لافتاً إلى أن «مشروع التقارب ربما يحتاج إلى وقت ليس بقصير، وهو بحاجة إلى الحكمة وسنة التدرج وكسب الكثير من المؤيدين وضبط الأصوات، إلى جانب فهم القانون الذي يكفل لكل مواطن حقه وعدم الاعتداء عليه، فضلاً عن حرمة المسلم التي أقرها الشارع المقدس»، مؤكداً أن «للتقارب فوائده الكثيرة على المجتمع وعلى مختلف الأصعدة كالثقافة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، وأن ذلك مسؤولية جميع أفراد المجتمع»، مطالباً الجميع بضرورة «دعم مشروع التقارب الذي تقوم به الدولة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القيام بأفعال وسلوك ومشاريع تدعم مشروع التقارب»، مؤكداً أن «مشروع التقارب ليس مجرد قرارات إدارية، بل لا بد من تفاعل المواطنين مع هذه القرارات، وتجسيدها في سلوكهم والسعي إلى إنجاح هذا المشروع الذي هو مسؤولية الجميع. وأن نجاح التقارب يبدأ من احترام الغير»، مشيراً إلى أن من أهم الأسباب التي تدعو إلى التباعد والتفرقة هو «الخطاب المؤدلج في كل مجتمع، إذ ينشأ الفرد في بيئة تؤلبه على الآخر، وتصور له أنه أفضل من الآخرين، وتدعوه إلى عدم احترام الآخرين، وعدم التعامل معهم». ووجه الجبر انتقاده لبعض الكتاب، واصفاً بعضهم بأنهم «لا يكتبون للنقد نفسه، أو لبناء المجتمع، بل لتصفية حسابات مع الآخر»، مطالباً إياهم ب«تأليف النفوس والدعوة إلى التقارب، والتأكيد على الجوانب المشتركة وإفشاء المحبة»، مستشهداً بأحاديث الرسول صلوات الله عليه، التي تدعو إلى المحبة وعدم التباغض والتباعد والتنافر.