كابول – رويترز، أ ف ب – أعلنت قيادة الحلف الاطلسي (الناتو) في افغانستان مقتل أحد جنودها في هجوم شنه المتمردون في شرق البلاد اول من أمس، ما رفع الى 500 عدد قتلى القوات الاجنبية في أفغانستان هذه السنة. وزادت اعداد قتلى القوات الأجنبية غالبيتهم جنود اميركيون مع تكثيف العمليات العسكرية للتصدي لتمرد حركة «طالبان» المتشددة التي وسعت عملياتها الى خارج معاقلها التقليدية في جنوبأفغانستان وشرقها. وسقط خمسة على الاقل من أفراد «الناتو» منذ الجمعة وبينهم أول جندي من جورجيا يقتل خلال الصراع. وفيما يشكل الاميركيون حوالى 60 في المئة من قتلى الجنود الاجانب ال 2068 منذ نهاية عام 2001، يثير ذلك موضع قلق لدى واشنطن، حين يجري الرئيس الاميركي باراك أوباما مراجعة لاستراتيجيته في أفغانستان في كانون الاول (ديسمبر) المقبل، بينما يتراجع تأييد الرأي العام الاميركي للحرب، علماً ان 70 في المئة من الأميركيين باتوا يعتقدون بأن الحرب لن تنتهي بنجاح، بحسب ما كشف استطلاع حديث اجرته محطة «ان بي سي» التلفزيونية وصحيفة «وول ستريت جورنال» في غضون ذلك، اغتيل المقدم المعروف في التلفزيون الافغاني سيد حميد نوري طعناً بسكين بعد توجهه الى موعد غامض قرب منزله في كابول. وقال مساعد قائد الشرطة في كابول، خليل الله داستيار إن «شخصاً يعتقد بأنه احد اصدقائه اتصل هاتفياً بنوري، وطلب منه النزول من شقته، ثم عثر على جثته بعد فترة وجيزة في منطقة حرجية قريبة من منزله». وأكدت الهيئة الافغانية للدفاع عن حقوق الصحافيين ان «نوري تعرض لقطع رأسه وطعن مرات»، لكن داستيار امتنع عن تأكيد قطع رأس نوري او نفيه. وشغل نوري (45 سنة) منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية للصحافيين في افغانستان، وتولى تقديم نشرة الاخبار في الاذاعة والتلفزيون الوطني، لكنه عرف على نطاق ضيق بنشاطه الكثيف في مجموعات معارضة للرئيس حميد كارزاي. وتخلى عام 2004 موقتاً عن وظيفته في الاذاعة والتلفزيون الوطني، واصبح ناطقاً باسم محمد يونس قانوني، رئيس احد مجلسي البرلمان وأحد منافسي كارزاي في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 20 آب (اغسطس) 2009. وهاجم عناصر «طالبان» صحافيين مرات، كما تتهم منظمات الدفاع عن وسائل الاعلام الحكومة احياناً بالوقوف خلف اعمال عنف ضد بعض مندوبي الصحافة. وأفادت هيئة «ناي» (القلم) للدفاع عن الصحافيين ان 27 صحافياً قتلوا في افغانستان منذ نهاية 2001 بينهم 12 افغانياً. وحدد صديق الله توحيدي، رئيس هيئة «ناي»، ب 252 عدد حوادث العنف التي استهدفت صحافيين وصحافيات منذ 2001، بينها عمليات قتل في السجن من دون سبب والتعرض للضرب. ويقول ان «طالبان» نفذت القسم الاكبر من هذه الاعمال. على صعيد آخر، اكد الصحافي الياباني توسوكي تسونيوكا الذي افرج عنه السبت الماضي بعد خمسة شهور في اسره، ان خاطفيه لم ينتموا الى حركة طالبان بل كانوا جنوداً افغاناً فاسدين. وكتب الصحافي المستقل البالغ 41 سنة، والذي غطى الحروب في العراق وجورجيا والشيشان (روسيا) واثيوبيا، عبر خدمة «تويتر» للرسائل القصيرة، ان الخاطفين «لم يكونوا طالبان بل مجموعة عسكرية فاسدة». وأضاف: «ابتزوا الحكومة اليابانية عبر زعمهم انهم عناصر من طالبان»، مشيراً الى ان رئيس مجموعة الخاطفين هو مساعد وزير في الحكومة الافغانية، مؤكداً انه تخوف من اعدامه خلال فترة احتجازه كي لا يدلي بشهادته. وأفادت معلومات نشرتها الصحافة اليابانية سابقاً بأن الخاطفين طالبوا طوكيو بإجراء مفاوضات للافراج عن رفاق لهم مسجونين، فيما طالب متمردو «طالبان» الحكومة الافغانية بدفع فدية للافراج عن الصحافي. ونفى الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيتو سنغوكو حصول اتفاق لدفع فدية، مؤكداً ان «الحكومة، على غرار عائلة الصحافي المخطوف، لم تدفع اي فدية».