أصبح الطفلان المصريان ناصر (12 عاماً) وغرام (11 عاماً) بين ليلة وضحاها راشدين على رغم صغر سنيهما، إذ ارتبطا ببعضهما رسمياً ليبدآ معاً مرحلة تكبرهما بسنوات. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور حفل خطوبة الطفلين الذين لم يصلا بعد إلى سن البلوغ، ما أثار موجة من السخط، خصوصاً في صفوف المدافعين عن حقوق الطفل. وأوضحت وسائل إعلام محلية أن الحفل أُقيم مساء الخميس الماضي في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، بمشاركة عدد من نجوم الغناء الشعبي، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. وقال والد العريس أن الحفل لإعلان خطوبة ولده على ابنة عمه "نظراً إلى حب العروسين بعضهما"، لافتاً إلى أنه يتم إعلان الزواج الرسمي بعد بلوغهما سن الرشد. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثيرون عن استنكارهم للحفل، منادين بوقف مثل هذه التصرفات في المجتمع المصري، وضرورة محاسبة أهل الأطفال الذي يسمحون بمثل هذه الممارسات. كما أعرب مسؤولو جمعيات حقوق الإنسان في البلاد عن سخطهم من الحفل. وفي تصريحات إعلامية، قال رضا الدنبوقي مدير "مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية" في المحافظة أن "ما حدث يعني حرمان الأنثى من الفرص المتساوية في التعليم والتطور والنمو، كما هو محدد في اتفاقية حقوق الطفل، كما يعني الانعزال عن الحياة العامة والمشاركة المجتمعية، وبالتالى فإن الزواج المبكر مؤشر إلى مدى الفجوة في التمكين ما بين الرجال والنساء". وتحارب منظمات الأممالمتحدة الزواج المبكر للفتاة باعتباره أحد أبرز المعوقات أمام تمكين المرأة. وكشف تقرير أخير أجرته منظمة أنقذوا الأطفال الخيرية أن طفلة تتزوج في العالم كل سبع ثوان. وفي محاولة لإلقاء الضوء على ظاهرة زواج القاصرات، أطلقت ناشطة بريطانية موقعاً لبيع فساتين الزفاف المستعملة مقابل التبرع بثلث أسعارها لمنظمات تحارب ظاهرة الزواج المبكر.