قال عضو المكتب السياسي لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر أحمد بومهدي، إن هجوم الأمين العام للحزب عمار سعداني ضد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة السابق، الممثل الشخصي السابق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مرده إلى «اكتشاف الرئاسة رغبة بلخادم في خلافة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة»، فيما ذكرت مصادر مأذون لها ل «الحياة»، إن هجوم سعداني تم بمباركة جهة نافذة في الدولة «أقلقتها تحركات بلخادم استعداداً للاستحقاقات المقبلة». وقال بومهدي لصحيفة مقربة من الحزب الحاكم، إن بلخادم كان أشد المؤيدين والمباركين لسعداني الذي خلفه على رأس الأمانة العامة ل «جبهة التحرير الوطني»، قبل أن يحدث تحول إثر تلقي الأول «تعهدات» جعلته يرى نفسه رئيساً للجمهورية خلفاً لبوتفليقة، بعد أن اعتقد بلخادم أنه لن يخوض الاستحقاق لنيل ولاية رابعة متتالية. إلا أن بلخادم رفض الدخول في سجال عميق مع اتهامات الحزب الذي كان يقوده وغادره في كانون الثاني (يناير) 2013، مكتفياً بالقول إن تلك الاتهامات «مقززة»، فيما نظمت عائلته اعتصاماً كبيراً رداً على إشارة سعداني إلى أن «لها ماضياً معادياً للثورة الجزائرية»، وهي تهمة كبيرة في الجزائر لاسيما حزب جبهة التحرير الوطني الذي قاد العمل المسلح ضد فرنسا. وانتقد مراقبون تصريحات سعداني ضد بلخادم، وقال بعضهم إنها أحرجت الرئاسة على أساس أن الرئيس هو مَن عين بلخادم لفترة قاربت ال14 سنة في أعلى المستويات، بيد أن مصدراً رفيعاً قدم طرحاً مغايراً ل «الحياة»، قائلاً إن «تلك التصريحات باركتها جهة مقربة من الرئاسة بعد اكتشاف استعدادات بلخادم للترشح للرئاسة». وتساءل متابعون عن ماهية الخطأ الذي يعيب ترشح بلخادم إن كان ذلك حقه الدستوري؟ ويبدو أن الجواب متعلق بنظرة بوتفليقة نفسه إلى الموضوع، إذ يرى ذلك من باب «الخيانة» من رجل كان صنيعته. ويُعرف أن بلخادم كان ينفي دائماً رغبته في الترشح ضد بوتفليقة، وبدا لسنوات طويلة الرجل الأقرب منه. إلا أن متاعبه لم تتوقف عند ذلك، إذ صدرت تصريحات تتهمه بالفساد، ما دفعه إلى الرد على «المجاهد» لخضر بورقعة الذي اتهمه وعائلته في برنامج تلفزيوني بالحصول على أراضٍ فلاحية بطرق ملتوية، فقال بلخادم إنه «لا يملك أي قطعة أرض فلاحية ولا عقارات غير فلاحية»، ووصف تصريحات بورقعة «بالمزاعم والادعاءات» غير الصحيحة، مؤكداً أن عائلته كذلك «لا تملك أي عقار فلاحي أو قطع أرضية أو مزارع أو ما شابه». وأضاف بلخادم أنه يعيش من «مدخوله الشهري كمتقاعد فقط»، نافياً جملة وتفصيلاً امتلاكه عملاً تجارياً أو مصنعاً أو مؤسسة، وذلك عكس ما صرح به بورقعة.