اتهم عمار سعداني الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر، الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم، بالوقوف وراء حركة احتجاجية أمام مقر الحزب في العاصمة الجزائرية السبت، والسعي إلى خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتآمر من أجل زعزعة استقرار البلاد. وشكلت هذه الاتهامات تصعيداً بارزاً في ملف الصراع على رئاسة الحزب، بعد حديث وزير العدل الطيب لوح عن «جهات متنفذة» تقف وراء محاولة إبعاد سعداني من على رأس «الجبهة»، علماً أن بلخادم كان أقرب رجال الدولة إلى بوتفليقة وتولى مناصب عليا أبرزها رئيس الحكومة وممثل بوتفليقة الشخصي. وقال سعداني، في حديث إلى موقع «كل شيء عن الجزائر» الإلكتروني، أن الحركة الاحتجاجية التي قادها خصومه أمام مقر الحزب، «تم التحضير لها منذ مدة، بحجة امتلاكهم غالبية في اللجنة المركزية للحزب في حين أنهم لا يمثلون سوى أقلية». وأكد أنه «يعرف من يقف وراءهم، وأنه لا يتهم بلخادم جزافاً». ورأى أن «على بلخادم أن يعلم أن جبهة التحرير في وضع جيد، وأنها متحدة خلف قيادتها، بما في ذلك ال 350 عضواً من أعضاء اللجنة المركزية، والنواب والمحافظون ال 48 عبر الولايات». كما وجه سعداني اتهامات خطرة أخرى، معتبراً أن الذين دفعوا بالاحتجاجات أمام مقر «الجبهة»، هم أنفسهم الذين «دفعوا بالشرطة للتظاهر قبل أيام أمام القصر الجمهوري»، ف»المؤامرة ذاتها، والهدف ذاته»... وفسر ما يجري على أنه استهداف ل»استقرار الجزائر والمؤسسات الشرعية، وإعطاء الانطباع بأن البلاد تعيش حال فوضى، ومنع تعديل الدستور، وهم لن يتوانوا عن أي شيء، بل يصلون إلى حد تجنيد بلطجية كما حدث السبت». واتهم الأمين العام للجبهة سلفه بلخادم ب»السعي بكل ما أوتي من قوة إلى خلافة بوتفليقة، عبر الترشح للرئاسيات، وهذا لا يتأتى له إلا بالعودة إلى جبهة التحرير الوطني التي أقصته من اللجنة المركزية». ويتضمن تلميح سعداني إشارات كثيرة ومتجددة إلى جهاز الاستخبارات الذي يعتقد أنه ليس راضياً عن تولي بوتفليقة الحكم لولاية رابعة في ظروفه الصحية الحالية. يذكر، أن أعداد من الغاضبين على القيادة الحالية ل»الجبهة» والمؤيدين لبلخادم وعبد الرحمن بلعياط، حاصرت مقر الحزب في منطقة حيدرة في لعاصمة، مهددين باقتحامه، في حال استمر سعداني على رأس الحزب، ما اضطر قيادة «الجبهة» إلى الاستنجاد بقوات الأمن لحراسة المقر ومنع اقتحامه. ولاحظ مراقبون وجود تحول كبير في خطاب حزب الغالبية، بإشارته في الأيام الأخيرة إلى أن الحديث عن خلافة بوتفليقة «خط أحمر»، وهذا أعطى انطباعاً أن جهات معينة تفاوض الحزب العتيد حول هذا الأمر، إذ أكد سعداني، أن حزبه مستعد للحوار والتواصل مع «جبهة القوى الاشتراكية» شرط عدم التشكيك في شرعية الرئيس الذي أعيد انتخابه مجدداً في انتخابات «محايدة وشفافة».