انتقل برنامج الكاميرا الخفية الكوميدي «طاكسي 36» من أمام أنظار الجمهور المغربي إلى أنظار القضاء في العاصمة الرباط، بسبب دعوى رفعتها قبل أيام إحدى الجمعيات الأهلية المهتمة بحقل الإعلام المرئي. ويقدم هذا البرنامج المعد داخل سيارة أجرة صغيرة مشاهد لركاب يجدون أنفسهم مع سائق غريب الأطوار، يقود السيارة بكيفية غير معهودة لا تراعي قوانين السير ولا تستجيب لطلبات الزبائن، فضلاً عن تعريض سلامتهم للخطر والإساءة إلى كرامتهم. وطالبت «الجمعية المغربية لحقوق المشاهد» القضاء المغربي بوقف بث حلقات البرنامج الذي يعرض على شاشة القناة الثانية المغربية «دوزيم» منذ بداية شهر رمضان بعد فترة الإفطار، وذلك «لأنه يسير في الاتجاه المعاكس للمصلحة العامة والسياسة الوطنية المتبعة في مجال احترام السير على الطرقات». ويدور منذ سنوات جدال ساخن ومواجهات بين الحكومة ومستعملي الطريق منذ شروع الحكومة في اعتماد قانون جديد صارم ينتظر أن يبدأ تطبيقه اعتباراً من الشهر المقبل. ويلقى أكثر من عشرة مواطنين حتفهم كل يوم على الطرق. وذكرت الجمعية في بيان أن برنامج الكاميرا الخفية «طاكسي 36» يحمل «دعوات صريحة ومضمرة لخرق مقتضيات قانون السير، في وقت تتركز اهتمامات المغاربة على مدونة السير التي ستدخل حيز التطبيق ابتداء من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ما يناقض السياسة العمومية الوطنية المتبعة لتفسير مضامين المدونة الجديدة وشرحها». واللافت تقدم هذا البرنامج على كل الإنتاجات المحلية الخاصة بشهر رمضان، ليس فقط في قناة «دوزيم»، بل كذلك في القناة الأولى، وحصد «طاكسي 36» أعلى نسب مشاهدة خلال الأيام العشرين الماضية من رمضان، بحسب معطيات إحدى الشركات المختصة في قياس نسب المتابعة التلفزيونية. بيد أن الجمعية التي رفعت الدعوى القضائية ضد «التاكسي» رأت أنه «عرض حياة مواطنين للخطر، وهدد سلامتهم البدنية، من خلال الزج بهم في مواقف درامية لا تمت للفكاهة بصلة، ما أرعبهم وجعلهم يطلبون المساعدة من المارة، بل ويحاولون في كثير من الحالات الفرار، في تغييب تام، من البرنامج، للأدوار المهمة والجهود التي تبذلها يومياً السلطات العمومية في السهر على أمن المواطنين وسلامتهم وكل زوار المغرب». كما سجلت أن كل حلقات هذه الكاميرا الخفية وضعت المواطنين في مواقف حرجة، مسّت شرفهم وكرامتهم، ولم تراع خصوصيتهم وحرياتهم الفردية.