لم يبق أمام جوزيه مورينيو إلا أن يقترح على رئيس نادي ريال مدريد شراء نادي برشلونة ويرتاح نهائياً ليكون قادراً على أن يبتهج كما يفعل «الكاتالونيون». فالتصريح الذي صدر عن فيلسوف الكرة البرتغالية مورينيو بعد التعثر أمام مايوركا حين سئل إن كان قادراً على جعل الريال بمستوى «البارشا» «إن برشلونة منتوج خالص وجاهز» وأنه «ليس هاري بوتر» ليطلب منه جمهور النادي الملكي المستحيل، وأن أمامه عمل كبير ليعيد النظر في طريقة لعب القلعة البيضاء، وهذا لا يكون كما قال إلا بجلب «قلب هجوم آخر» لأن هيغوايين وبن زيمة لا يكفيان (...) وأن أي مدرب يطلب المزيد من اللاعبين. لقد قلت في مقال العدد الماضي إن الرجل يقوم بما يشبه النصب على «الريال» لأنه يدرك أن المهمة في مواجهة «البارشا» صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة، ولا تقارن بما قام به في الإنتر أمام أندية إيطالية مهترئة (...) بحاجة إلى ترميم، كما يحدث حالياً في إي سي ميلان ويوفنتوس. والحقيقة أن مورينيو يبدو صادقاً عندما يقول إن برشلونة منتوج خالص وجاهز، لأنه بدأ يبتدع التبريرات تمهيداً لأي فشل محتمل، وأن ما ينتظره منه الجمهور الأبيض يتطلب كثيراً من الصبر وشرب المرّ، ولكن إلى أي سقف يصل انتظار جمهور بيرنابيو، خصوصاً إذا راح رفاق ميسي يحصدون النقاط في الصيف ويملأون البيادر في الخريف ويحددون الأسعار في الشتاء ويعلنون الأفراح في الربيع. فماذا يتبقى أمام مورينيو الذي سيقضي لياليه البيضاء في جعل القلعة البيضاء المنافس الشرس للإعصار الكاتالوني. لن يبقى أمامه سوى التفكير فيما آل إليه مصير كابيللو وشوستر وراموس وبلغريني، كلهم مروا من هنا... خائبين قليلاً. ولعل قول مورينيو إنني لست هاري بوتر لتطلبوا مني المستحيل، فيه كثير من الصدق، لأنه اختار شخصية سينمائية تشبهه إلى حدّ ما. وكان عليه أن يقول لست غوارديولا لتطلبوا مني ذلك، إنما منعه كبرياؤه من قول ما لا يجرؤ عليه، فالشاب البرشلوني يثير من دون شك غيرة كثير من المدربين الذين استعصى عليهم نيل ما ناله في موسم واحد، بل إنه صار كبيراً بما أحرزه من ألقاب، لكن سيظل صغيراً في عين لاعب مثل زلاتان إبراهيموفيتش الذي فتح النار على مدربه السابق قبل عودته إلى إيطاليا مع الميلان الثاني (...) فقد كان صغيراً في تصريحه وهو الطويل العريض المنكبين عندما قال: « بأن غارديولا مدرب صغير وأنه كان يتحاشى الحديث معه لكونه يخافه»، وذهب أبعد من ذلك حين اعتبر برشلونة فريقاً صغيراً وأقل شأناً من الميلان، وفي هذا لؤم كبير من لاعب يفترض أنه يصنّف من اللاعبين الكبار والهدافين الذين لا يشق لهم غبار... إلا في برشلونة فقد كان نشازاً في جوقة غوارديولا. وكم أعجبني رد سابق لإبراهيموفيتش على صحفي سأله ما الذي يمنعه من أن يكون أفضل لاعب في العالم فأجاب «الإصابة». غير أنه هذه المرة لم يكن صائباً ولا مصيباً بل مصيبة على تاريخه ومسيرته كلاعب مطالب باحترام غيره وخصوصاً الفريق الذي انتمى إليه ولو ليوم واحد، وبلل عرقه قميصه وهتفت له جماهيره، لكن يبدو أن الغيرة ليست من شيم النساء فحسب (...). فالإنسان الذي يبصق في البئر التي يشرب منها جاحد بكل المقاييس. وأما مورينيو، فلا أعتقد إن كنت غاليت قليلاً إذا قلت بأنه يعضّ أصابع الندم - ولو كان حذراً في تفاؤله- لكونه رضيَ بالإشراف على «الريال» في حضرة فرق، الصغير فيها يصير كبيراً وقوياً من دون منشطات عندما يتعلق الأمر بمجابهة فريق ارتبط اسمه بدي ستيفانو وزيدان وراؤول. وإذا لم يكن جوزيه قادراً على أن يكون «هاري بوتر» أو يملك عصاً سحرية، فأنصحه، بعد أن فشلت وصفة عرافات كينيا، بأن يزور الحبشة ففيها عرّافون لا يظلم عندهم أحد. [email protected]