ركزت خطب الجمعة في العراق أمس على الوضعين الأمني والسياسي. ودعا خطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي القوات العراقية إلى تحمل مسؤولياتها بعد رحيل القوات الأميركية عن البلاد. وطالب الكربلائي ب «معالجة مواطن الخلل وتطوير الجانب الاستخباري في المجال الأمني مع رحيل الجزء الأكبر من قوات الاحتلال الأميركية». ودعا قادة الكتل السياسية إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة وإجراء مراجعة شاملة لأدائهم الوظيفي خلال السنوات الماضية»، مؤكداً أن «المواطنين أصيبوا بالإحباط بسبب تأخر تقديم الخدمات الضرورية في ظل الصراع الحاصل بين القوى السياسية للظفر بالسلطة». ورأى أن «التأخر في توصل الكتل السياسية العراقية المختلفة إلى تفاهم مشترك لتشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع تجاوز الحد المعقول والمقبول، لاسيما مع تدهور الأوضاع الأمنية التي تعصف بالبلد والمواطن». وأوضح أن «المطلوب من قادة الكتل السياسية مراجعة شاملة لأدائهم وإدارتهم للعملية السياسية خلال السنوات الماضية، وهل حققوا ما مطلوب منهم في خدمة الشعب وكيفية تلافي الأخطاء التي ارتكبوها في المستقبل». وشدد على «ضرورة إجراء تقويم موضوعي قائم على الجرأة والشجاعة ومعرفة حقيقة منجزاتهم من عموم الناس ومن أهل الرأي والعقل والمشورة، وليس من قبل المقربين الذي يجاملون لأجل المصالح الشخصية». وانتقد القيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى» خطيب «الحسينية الفاطمية» في النجف صدر الدين القبانجي، «المحاباة» الأميركية الواسعة لإسرائيل، داعياً المصلين إلى التظاهر لإحياء مناسبة «يوم القدس» الإيراني. واعتبر رحيل الجزء الأكبر من القوات الأميركية «خطوة مهمة على طريق تنفيذ الاتفاق الأمني وبدء صفحة جديدة مع الولاياتالمتحدة». وانتقد خطيب جامع الرحمن الشيخ عارف الساعدي تبرئة القضاء العراقي وزير التجارة فلاح السوداني من تهم الفساد المنسوبة إليه. وقال إنه «لم يعد من الصعب على المسؤولين ممارسة الفساد طالما أمنوا العقاب، وهذه القضية تعد نكبة لحقوق المواطن العراقي الذي لم يعد يتمكن من معاقبة المفسدين، وبات يتفرج عليهم وهم يسرقون خيرات بلاده». ورحب خطيب جامع الصديق في الأعظمية الشيخ علي المشهداني ب «التعديلات على الخطة الأمنية»، قائلاً: «سمعنا أن الجهات الأمنية أجرت تعديلات على الخطة الأمنية ستساهم في الحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد بعد رحيل القوات الأميركية المقاتلة». ولفت إلى أن «هذه الخطوة يمكن أن تساهم في الحد من المشاكل الأمنية التي شهدتها البلاد في الأسابيع الماضية في حال سارت في شكل يخدم المواطن». وطالب الكتل السياسية ب «إيجاد حل سريع للأزمة السياسية في البلاد والعمل على رأب الصدع الناتج من تأخير تشكيل الحكومة». وقال: «أقول للجميع لو استمر هذا النهج من التناحر، فلن تجدوا من يتوجه إلى صناديق الاقتراع في الدورة المقبلة».