من المقرر أن يناقش المسؤولين عن السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي غداً، في الرياض مشروع «الرؤية الشاملة للعمل السياحي الخليجي المشترك»، الذي قدمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة، واعتماد فريق عمل متخصص من الخبراء بدول المجلس للبدء في خطته التنفيذية، وذلك بعد استعراضه أمس من الوكلاء. وكان وزراء السياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، أقروا في اجتماعهم الثاني الذي عقد أخيراً في الدوحة مقترح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة، المتضمن ضرورة وضع رؤية شاملة للعمل السياحي المشترك بين دول المجلس وتحفيز السياحة البينية والتكامل بين دول المجلس، إذ اعتمد الاجتماع تشكيل فريق لإعداد رؤية شاملة خاصة بالعمل السياحي المشترك، وإعداد خطة تنفيذية لتحقيق الرؤية والأهداف الاستراتيجية لها، إضافة إلى مقترح آخر قدمه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة في اجتماعات الدورة الأولى لوزراء السياحة التي استضافتها الكويت في شأن عقد اجتماع مشترك بين وزراء السياحة بدول المجلس مع نظرائهم وزراء الثقافة، بهدف درس التلاقي بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري. ونسقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة لاستضافة اجتماع أولي للوكلاء المسؤولين عن السياحة بدول المجلس مع نظرائهم المسؤولين عن الثقافة الذي عقد في الرياض مطلع العام الحالي نُوقش فيه المقترح بصورة مفصلة، واتُفق في نهاية الاجتماع على قيام الهيئة بإعداد تصور شامل عن هذا المشروع على مدى خمس سنوات، يركز على أوجه التلاقي الواضح بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري بوصفهما عناصر رئيسة في الهوية الوطنية ومجالات اقتصادية وتنموية مهمة، فضلاً عن تحديد مجالات العمل المشترك التي من أبرزها إسهام السياحة والثقافة في تنمية الاقتصاد الوطني، ودور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية، والتدريب وتنمية الموارد البشرية في مجالي السياحة والثقافة، والتنسيق السياحي الثقافي لدول المجلس، وتعزيز الشراكات والتحالفات بين دول المجلس في مجالي السياحة والثقافة، وتحقيق التكامل من نشاطات التراث المادي وغير المادي في تنمية التراث الثقافي وجعله جاذباً سياحياً. كما أضيف لها لاحقاً أبعاداً جديدة ترتكز على استدامة المواقع السياحية التراثية والثقافية والحفاظ عليها وصيانتها، وإطلاق وثيقة تفعيل مفهوم الاستدامة للمواقع التراثية والثقافية، ووضع الخطط على مستوى دول المجلس لصيانة المواقع التراثية والحفاظ عليها، وتضمين التدريب على مفهوم استدامة المواقع الأثرية والتراثية، مع أهمية أن تكون الرؤية مدعومة بخطة تنفيذية لمشاريع مشتركة تحقق أهداف المحاور المتفق عليها وفقاً لبرنامج زمني محدد توزع فيه الأدوار والمسؤوليات وتقاس به مؤشرات واضحة لضمان الاستمرارية.