أعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أمس، البدء فوراً في التحقيق بحادث مجلس العزاء في صنعاء، بمشاركة خبراء مستقلين من الولاياتالمتحدة الأميركية. وأوضحت في بيان، أنها ستزود فريق التحقيق بما لديها من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة السبت في منطقة الحادث ومحيطها، مشيرة إلى أنها ستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق. وأكدت أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وبذل كل ما يمكن من جهد لتجنيب المدنيين الأخطار. وأعربت عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة. ودانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان جريمة استهداف المدنيين داخل الصالة الكبرى في صنعاء. وأوضحت في بيان، أنها كلفت فريقاً متخصصاً من أعضائها معاينة مكان الحادث والتحقيق بما جرى، من أجل كشف الحقيقة وتحديد المتسببين. وطالبت المعنيين في صنعاء بتسهيل مهمات «الراصدين» التابعين لها وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة كافة، فيما دعت جميع الأطراف إلى الالتزام بعدم استهداف المدنيين وضمان حمايتهم، واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وكان التحالف قال ليل السبت أن ما جرى «حادثة مؤسفة ومؤلمة» في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق سريع ومستقل بما جرى في صنعاء. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايسان إن الإدارة بدأت «مراجعة فورية لدعمنا التحالف الذي سبق وانخفض في شكل كبير». وأضاف أن «واشنطن مستعدة لتصحيح دعمها بما يتلاءم في شكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن». وجاء في بيان صادر عن مكتب بان كي مون أن «الأمين العام يدين الهجوم على القاعة»، مشدداً على أن «أي هجوم متعمد ضد المدنيين غير مقبول إطلاقاً». وأكد بان كي مون على ضرورة أن يكون التحقيق «سريعاً ونزيها»، مضيفاً أن «المسؤولين عن الهجوم يجب أن يساقوا أمام العدالة». في المقابل دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح «إلى تصعيد الهجمات على السعودية». وقال: «آن الأوان وحانت ساعة الصفر أن أدعو أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية إلى جبهة القتال، إلى الحدود، للأخذ بالثأر، للأخذ بثأر ضحايانا». وأضاف: «على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين في جبهات الحدود في نجران وجيزان وعسير ومواجهة العدوان». وأفاد مراسل «الحياة» في صنعاء أن ميليشيات الحوثيين أحبطت أول انتفاضة شعبية ضدها وأطلق مسلحوها الرصاص الحي لمنع تظاهرة كان قد دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيراً عن الرفض الشعبي لسياسة التجويع التي تتبعها المليشيات وعمليات القمع بحق السكان، فيما سمحت الجماعة بإقامة تظاهرة مضادة لأنصارها في ساحة عامة قرب مكاتب الأممالمتحدة، رافعين شعار «بركان الغضب» احتجاجاً على غارات التحالف. وفي كلمة ألقاها أمام المحتجين، قال القيادي محمد علي الحوثي: «بعد هذه المجزرة سنكون أكثر صلابة في المواجهة»، داعياً إلى «فتح معسكرات التدريب لدحر وردع المعتدين». وذكر أمس أن من بين قتلى حادث صنعاء اللواء عبدالقادر علي هلال أمين العاصمة السابق والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي، إضافة إلى قيادات بارزة موالية للحوثيين وصالح، وسط شكوك تدور حول مصير النجل الأصغر لصالح، الذي كان حاضراً لتقديم واجب العزاء داخل القاعة. في غضون ذلك شيع الجيش الوطني «والمقاومة الشعبية» في مدينة مأرب جثمان اللواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة بحضور نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر وقادة الجيش ووزراء في الحكومة ومسؤولي السلطة المحلية وتعهد الأحمر في كلمة له السير على درب الشدادي حتى «دخول صنعاء». في السياق ذاته، قتلت القوات المسلحة السعودية عشرات المسلحين التابعين لميليشيا الحوثي وصالح، خلال محاولتهم التسلل إلى الأراضي السعودية، فيما دمرت طائرات التحالف مدرعات ومنصات كانت معدة لإطلاق القذائف على الأراضي السعودية. وأطلقت الميليشيا قذائف عدة على محافظة صامطة التابعة لمنطقة جازان، نتج منها إصابة مقيم يمني. سياسياً، أثنى نائب رئيس الجمهورية الفريق ركن علي محسن صالح أمس، في اتصال هاتفي برئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، على الجهود التي يبذلها وأعضاء الحكومة في عدنومأرب والمكلا، ووجودهم داخل أراضي الوطن وإسهامهم في تطبيع الأوضاع. ووجه علي محسن الحكومة بتكليف الأجهزة الأمنية والعسكرية «بتشديد الإجراءات ورفع مستوى الجاهزية واليقظة العالية والعمل على إفشال المخططات الإجرامية والإرهابية التي يسعى الإنقلابيون لافتعالها، لخدمة مشروعهم التخريبي».