تشهد صوالين الحلاقة، تنافساً حاداً بين العمال الآسيويين والأتراك والمغاربة، بعد ان قام الآسيويون بمضاعفة الأسعار بنسبة مئة في المئة، وهو ما أثار الأتراك والمغاربة، بعد ان تساوت أسعارهم مع أسعار الآسيويين، الذين لا يزال الزبون السعودي يفضلهم على رغم افتقارهم إلى النظافة والدقة والاحترافية في العمل، إضافة إلى عدم تقديمهم أي خدمات مجانية للزبون. وهو ما دعا الأتراك والمغاربة إلى إيقاف بعض الخدمات المجانية، مثل التنظيف بالبخار، ووضع الكريمات الإضافية. ووسط هذا التنافس الحاد، تشهد محال الحلاقة غياباً شبه تام من جانب مراقبي البلدية، الذي اكتفوا بلصق إعلانات لتنبيه المواطن إلى ضرورة التأكد من استخدام أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، من دون فرض رقابة مستمرة، والتأكد من تطبيق التعليمات. وكانت صالونات حلاقة يعمل فيها آسيويون، قامت قبل فترة، برفع أسعارها بنسبة مئة في المئة، وذلك بعد موجة ارتفاع الأسعار التي شهدتها المملكة، إلا أنهم لم يقوموا بتعديل الأسعار مجدداً، بل قاموا بمضاعفتها، بعد قرار البلدية بضرورة استخدام أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد. وعممت بلدية القطيف على الصوالين بضرورة «الالتزام باستعمال أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد»، ما دفع بعضها إلى رفع الأسعار، على رغم عدم التزام العمال في معظم قرى القطيف ومدنها، بهذا القرار، بسبب غياب مفتشي البلدية، وعدم جديتهم في تطبيق القرار. ويقول خليل أكبر، وهو حلاق هندي: «أجبرتنا البلدية على استخدام أدوات حلاقة بلاستيكية، تستخدم لمرة واحدة، وهو ما دعانا إلى رفع الأسعار إلى نحو الضعف، خصوصاً ان البلدية هددت بتطبيق غرامات مالية في حال عدم الالتزام بالتعليمات». وحول عدم تطبيقهم هذا القرار في ظل غياب أدوات الاستخدام الواحد، والمحافظة على الأسعار الجديدة، رد «قمنا بتطبيق النظام في البداية، إلا أننا لم نجد تفاعلاً من معظم الزبائن، الذين يفضلون استخدام الأدوات التقليدية. وهو ما دعانا إلى العودة مجدداً إلى الأدوات القديمة، إضافة إلى أننا لم نستطع العودة إلى الأسعار القديمة، لأن السوق لا تتحمل ذلك، بعد ان قام معظم الحلاقين بمضاعفة أسعارهم، وتقبل الزبون هذا الارتفاع، على رغم امتعاضهم في البداية». وفي الجانب التركي، يقول الحلاق محمد صلاح: «كنا نتميز عن الآسيويين بتقديم بعض الخدمات، مثل تنظيف الوجه بالبخار، ووضع الكريمات والتدليك المجاني للزبون؛ إلا أننا أوقفنا هذه الخدمات الإضافية. بعد أن قام الآسيويون بمضاعفة الأسعار بنسبة مئة في المئة، ما جعلهم متساوين معنا في الأسعار. في الوقت الذي لا يزال الزبون السعودي يفضلهم، لاعتياده عليهم»، مضيفاً «البلدية غائبة تماماً عن الأسواق، فمعظم الصوالين تستخدم الأدوات متكررة الاستعمال، ولا تلتزم بقرارات البلدية». ويرى حسن موسى، ان المشكلة تكمن في «غياب البلدية، التي لا تدري ما يحدث في السوق»، مضيفاً ان «معظم الحلاقين قاموا بمخالفة معظم تعليمات البلدية، التي تؤكد تعليق لائحة بالأسعار، وكذلك استخدام أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد، إضافة إلى عدم استعمال «الشبّة»، وكذلك استخدام أجهزة لتعقيم أدوات الحلاقة»، مشيراً إلى ان غياب البلدية «دفع العمال الآسيويين إلى رفع أسعارهم، والتلاعب في السوق، وعدم الالتزام بأي من قرارات الصحة العامة والنظافة التي يفترض ان تراقبها البلدية باستمرار».