كابول - أ ف ب، رويترز - اقرّ قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس بأن حركة «طالبان» توسع نفوذها في أنحاء البلد، فيما أنجز وضع الإرشادات الجديدة الخاصة بتسليم مهمات ضمان الأمن تدريجاً إلى القوات الأفغانية خلال الشهور المقبلة. تزامن ذلك مع إعلان الرئاسة الأفغانية ان الرئيس حميد كارزاي سيشكل غداً لجنة لإجراء محادثات مع «طالبان» بهدف انهاء الحرب. وقال بترايوس: «لا يجادل أحد بأن نفوذ طالبان امتد، بعدما اعاد مسلحوها ربط كل مخابئهم الآمنة داخل البلاد وخارجها»، في إشارة الى باكستان، مكرراً ضرورة عمل سياسي يتزامن مع العمل العسكري للقضاء على التمرد. وأكد بترايوس خلال إعلانه الإرشادات الجديدة لتسليم المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية ان انسحاب قوات التحالف سيحصل تدريجاً من مناطق تشهد هدوءاً، بدلاً من تسليم مهماتها دفعة واحدة، وإعادة الانتشار في مناطق أخرى. وشدد على أهمية مكافحة الفساد المتفشي في أفغانستان، وزيادة العمليات الأمنية في مناطق إضافية بينها العاصمة كابول، وضمان عدم عودة المتمردين إلى مناطق يُفرض الأمن فيها. وأكد مسؤولون أميركيون أن الإرشادات لا تتعارض مع إستراتيجية الرئيس باراك أوباما، وتحظى بدعم وزارة الدفاع، وهي مصممة لتهيئة ظروف مناسبة، تنفيذ تعهد أوباما بدء سحب القوات الأميركية في تموز (يوليو) 2011. في غضون ذلك، أعلن سيماك هيراوي الناطق باسم كارزاي ان الرئيس الأفغاني التقى السبت الماضي زعيمي المجاهدين السابقين برهان الدين رباني وعبد الرسول سياف وعدداً من كبار الوزراء والحلفاء، لمناقشة تشكيل لجنة الحوار مع «طالبان»، والتي ستعلن غداً الخميس. وقال: «ستضم اللجنة الى قادة الجهاد والوجهاء وممثلي المجتمع المدني والنساء، أعضاء سابقين في طالبان والحزب الإسلامي»، الجماعة المسلحة الصغيرة التي يقودها رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار والمتحالفة مع «طالبان». وأكد ان اللجنة ستضطلع بدور فاعل في خفض العنف. ميدانياً، ارتفع عدد قتلى الجنود الأميركيين الى 22 منذ الجمعة الماضي، اثر سقوط خمسة في هجومين شنتهما «طالبان» في شرق أفغانستان وجنوبها. وبإعلان كندا وفاة أحد جنودها متأثراً بجروح أصيب بها أخيراً، ارتفع الى 485 عدد العسكريين الأجانب القتلى في أفغانستان منذ مطلع السنة. وعلقت منظمة «اوكسفام» البريطانية للإغاثة نشاطاتها في ولاية باداخشان (شمال) بعد وفاة أفغانيين يعملان لحسابها ومتطوع، علماً ان مسلحين قتلوا الشهر الماضي عشرة مسعفين، بينهم ثمانية أجانب في شمال شرقي أفغانستان.