يعتبر فيلم «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد، الفيلم المصري الثاني الذي يشارك في مسابقة العمل الأول في مهرجان «نامور السينمائي الدولي للسينما الفرنكوفونية» في بلجيكا، بعد أن شارك فيها فيلم «عرق البلح» للمخرج الراحل رضوان الكاشف عام 1999. ويقول حماد: «قررت منذ البداية أن أقوم بإنتاج الفيلم في شكل مستقل خالص، أي من خلال مساهمة فريق العمل في الإنتاج، لأن ذلك يتلاقى في ذهني مع فكرة ديموقراطية الفن، حيث يُمكن المبدع أن يقدم وجهة نظره، حيث إنني لم أكن على استعداد في العمل الأول لي أن تكون هناك إملاءات أو ضغوط من جانب أي جهة إنتاجية». ويرى حماد أن مشاركة الفيلم في مهرجان نامور كانت فرصة ذهبية لعرضه على موزعين أوروبيين وجمهور مختلف. «أخضر يابس» فيلم روائي طويل يدور حول فتاة مصرية محافظة لم تتزوج آخذة على عاتقها مسؤولية نفسها وأختها وتصطدم بتقاليد المجتمع وأعرافه ما يدفعها إلى حال من الحزن والوحدة واليأس. وكان «أخضر يابس» شارك قبل نامور في مهرجان لوكارنو الذي طلبت إدارته من حماد إقامة عرض رابع استثنائي للفيلم قبل الاختتام. «وهذا لم يحدث سوى مع سبعة أعمال أخرى من الأقسام والمسابقات كافة، ضمن فاعليات المهرجان نفسه». وحول ما إذا كان يخشى ألا يحقق الفيلم النجاح المنشود عند عرضه في مصر، قال حماد: «فكرة تصنيف الأفلام بين أفلام للجمهور وأخرى للمهرجانات، ليس لها أساس موضوعي، والذين يروجون لها هم محتكرو صناعة السينما في مصر، ربما لأنهم يريدون ضمان خلطة مُسبقة للنجاح». وأضاف أن هناك أفلاماً حرص منتجوها على أن تذخر بوصفات النجاح وفق تصوراتهم، لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر عند عرضها. ويرى حماد أنه «لا يوجد فيلم في العالم بلا جمهور. حتى أكثر الأفلام تجريباً وخروجاً عن المألوف لها جمهور ينحاز لها ويشجعها ويبحث عنها. ومن الأفضل لصُناع السينما في مصر أن يتيحوا الفرصة للتنوع، فالجمهور ذاته ليس شريحة واحدة بل يتغير ذوقه ومزاجه بتغير الظرف السياسي والاجتماعي. لا توجد معايير محددة للنجاح. قد لا تحقق الأفلام نجاحاً في دور العرض، لكنها عند عرضها عبر التلفزيون تجتذب جمهوراً واسعاً، وهذا هو ما حدث مثلاً مع فيلم باب الحديد ليوسف شاهين». وقالت منتجة الفيلم خلود سعد، أنها تحمست لإنتاجه لأنه «ينطوي على حس فني كبير، بخاصة في التعامل مع المرأة والتعبير عن قضاياها». وعن خوضها تلك التجربة رغم أن أبطال الفيلم ما زالوا في بداية الطريق ولم يعرفهم الجمهور، تقول سعد أنها لم تتخوف من ذلك، «وإن ساور القلق بعض أعضاء فريق العمل».