يرى النقاد اليوم في أحمد عبدالله مخرجاً موهوباً متميّزاً. فهو استطاع برؤيته وإحساسه أن يقدم الصورة السينمائية في حُلة جديدة متفردة يلمس فيها سحر الأدب وقيمته وتجعل المتفرج يستمتع من خلالها بسينما لها عالمها الخاص الثري الزاخر بكل ما يجعله يراهن على أن كل فيلم من أفلامه سيبقى وسيكتب اسمه في تاريخ السينما المصرية. ومع هذا لم يحقق عبدالله حتى الآن في مجال الفيلم الروائي الطويل سوى شريطين هما «هيليوبليس» و «ميكروفون» وهما معاً حصدا الكثير من الجوائز. وها هو المخرج الشاب يعيد الكرّة الآن بفيلمه القصير «شباك» الذي عرض ضمن فيلم العمل الجماعي «18 يوم» في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان». تحدث المخرج أحمد عبدالله عن كيفية مشاركته بفيلم «شباك» ضمن فيلم «18 يوم»، قائلاً: «هاتفني المخرج يسري نصرالله وأخبرني أنه اجتمع هو وعدد من المخرجين ليتشاركوا عدداً من الأفكار لأفلام قصيرة كلها تدور حول ثورة 25 يناير قائلاً أنهم ينوون تقديمها في فيلم واحد بعنوان «18 يوم». وبالفعل كان لدي فكرة فيلم «شباك» التي أخبرته بها فتحمس كثيراً وبدأنا حينها العمل عليها». أما عن فيلم «شباك»، فيتحدث عبدالله قائلاً: «الفيلم مدته سبع دقائق، وأنا أعتبره حالة ميلودرامية متأملة لا يتخللها حوار وتضم بطلاً واحداً بمفرده هو أحمد الفيشاوي». «تجربة فيلم «18 يوم» ليست الأولى من نوعها»، حسب عبدالله الذي يعلق على فكرة التخوف من تشتت المشاهد بين عشرة أفلام قصيرة تعرض في إطار فيلم واحد. ويضيف: «اجتمع من قبل عدد من أعظم مخرجي العالم من مختلف الجنسيات لعمل عدة أفلام قصيرة تتحدث عن باريس عرضت جميعاً في فيلم بعنوان paris I Love you، كما حدث الشيء نفسه في فيلم new York I love you، وأيضاً تكرر الأمر مع فيلم عن أحداث سبتمبر وكان للمخرج يوسف شاهين فيلم قصير تم عرضه في إطار هذا الفيلم. وهذه الأفلام جميعاً شاهدناها واستمتعنا بها ولاقت نجاحات كبيرة مع الجمهور، كما أن الأفلام القصيرة يتم عرضها دوماً في المهرجانات أو الأماكن الثقافية فيلماً تلو الآخر حتى وإن لم تُجمع في إطار فيلم واحد، وفي النهاية الفيلم الجيد سيبقى أثره مع المشاهد حتى وإن عُرض من بعده عدد آخر من الأفلام». وعن إنتاج فيلم «18 يوم»، يقول: «انتجت شركة لايت هاوس فيلمين فقط من الأفلام المشاركة وليس الفيلم كله كما أُشيع، بينما كان إنتاج باقي الأفلام شخصياً. وفي شكل عام الإنتاج بمعناه المادي غير موجود بالنسبة الى فيلم «18 يوم»؛ لأن الممثلين ومهندسي الصوت والمنتجين وغيرهم من العاملين بالأفلام تطوعوا للعمل من دون أجر أما فيلم «شباك» فمن إنتاج شركة فيلم كلينك التي تولت إدارة أعمال الفيلم أكثر من إنفاقها عليه مادياً، وفي تترات فيلم «18 يوم» نجد أن جهة الإنتاج موحدة وهي جمعية 18 يوم الأهلية التي أنشأها وانضم إلى عضويتها كل من عمل بفيلم 18 ولو يوماً واحداً، أما أرباح الفيلم فسيتم تدويرها من طريق هذه الجمعية لتدخل في مشاريع تنموية فكرية في المحافظات والأقاليم المصرية». «لا أحب أن يتحول صناع السينما إلى ضباط مباحث» قالها عبدالله، موضحاً موقفه من البيان الذي أصدره عدد من السينمائيين الذين يرفضون مشاركة بعض المخرجين بأفلامهم القصيرة في فيلم «18 يوم» الذي عرض في مهرجان كان، واصفين هؤلاء المخرجين بأن لهم تاريخاً في محاباة النظام والعمل من أجله. وأضاف: «ليس من حق أحد أن ينبش في ضمائر الناس ويقر بما في نفوسهم ويزايد عليهم، ولهذا أصدرنا أنا ومخرجو فيلم «18 يوم» بياناً آخر يرد على هذا البيان ويوضح موقفنا من هذا كله؛ حيث إن هؤلاء المخرجين الذين يعترض عليهم البعض شاركوا في الثورة منذ يومها الأول وفي النهاية إن كل فيلم مصري عرض في «كان» مثل صانعه حتى وإن كان السائد أنه مثِّل مصر كلها».