أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن تحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية شرط أساس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لرفع مستوى معيشة الشعوب الأفريقية. وحذّر من أن استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار في دول أفريقية، أحد أهم معوقات بناء إطار متماسك وقوي لتحقيق التنمية المستدامة في دول القارة وتحسين مستوى معيشة المواطنين والاستخدام الأمثل للثروات والقدرات في دولها. وأعرب مبارك عن استعداد مصر لتقديم الدعم الفني إلى أعضاء تجمع «كوميسا» (السوق المشتركة لدول أفريقيا الجنوبية والشرقية)، في مجالات التنمية، وأنها لن تبخل عن مد يد العون إلى الدول الأفريقية لدعم خطط التنمية البشرية والاقتصادية فيها بناء على احتياجات وأولويات كل منها. كلمة مبارك وجهها أمس للقمة الرابعة عشرة ل «كوميسا» التي عقدت في مملكة سوازيلاند بمشاركة قادة ورؤساء حكومات 19 دولة أفريقية، وألقاها بالنيابة عنه في الجلسة الرئيسة وزير التجارة والصناعة المصري المهندس رشيد محمد رشيد. وأشار الى أن اتخاذ شعار «تسخير البحث العلمي والتكنولوجيا لتحقيق التنمية في القارة الأفريقية» محوراً رئيساً لقمة «كوميسا» يعكس أهمية العلم والتكنولوجيا في تسريع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعا إلى تكثيف التعاون في العمل في شكل إيجابي لاستخدام التكنولوجيا المتطورة لتحديث وتطوير اقتصادات الدول الأفريقية. وأشار مبارك إلى أن القمة الرابعة عشرة ل «كوميسا» تعقد في وقت حرج جداً، بحيث تأثرت الدول الأفريقية بشدة بالأزمة الاقتصادية العالمية منذ 2008، ما أدى إلى تأثيرات سلبية بالغة على خطط النمو الاقتصادي في دول القارة. وكان ملك سوازيلاند مسواتي الثالث افتتح قمة رؤساء دول «كوميسا» صباح أمس وعرض رئيس زيمبابوي والرئيس السابق للدورة الثالثة عشرة للكوميسا روبرت موغابي تقريراً شاملاً حول برامج وخطط «كوميسا» التي نفّذت وسلّم الرئاسة إلى ملك سوازيلاند. وحضر القمة رؤساء منظمات وهيئات دولية وأفريقية يتقدمهم المدير العام لمنظمة التجارة العالمية ورئيس الاتحاد الأفريقي باسكال لامي. وستصدر القمة بياناً ختامياً حول خطة متوسطة الأجل لتحقيق التكامل بين دول التجمع في الجلسة الختامية اليوم.