«الحياة» - تجاهلت الرياض أمس، الاستفزازات الإيرانية للقوات البحرية السعودية التي تقوم بأضخم مناورات في مياه الخليج ومضيق هرمز، إذ أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً حذر فيه الاقتراب من المياه الإقليمية لبلاده، متهماً المناورات بأنها تهدف إلى تأزيم المنطقة وتعريض أمن الخليج للخطر، وواصلت القوات البحرية الملكية السعودية أمس مناورات «درع الخليج-1» في الخليج العربي وبحر عمان مروراً بمضيق هرمز متجاهلة التحذيرات الايرانية. فيما أكّد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين، كرم السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية وشراكتهم مع الأممالمتحدة لإتمام الأعمال الإغاثية في المنطقة والعالم كافة، لافتاً إلى الجهود الكبيرة لمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية في احتواء أزمات المنطقة وخصوصاً الأزمة اليمنية. وفي سياق آخر، رفض وفد الحكومة اليمنية إلى مفاوضات السلام، الشروط المسبقة لجماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، للتوصل إلى حل سياسي، معتبراً إياها عرقلة لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ ومحاولة ل «شرعنة الانقلاب». واستمرت المناورات البحرية السعودية في الخليج وبحر عُمان على رغم تحذير الحرس الثوري الإيراني من اقتراب القطع البحرية المشاركة في المناورات العسكرية الخليجية من المياه الإقليمية الإيرانية. وقال الوفد اليمني في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، إن «شروط الانقلابيين المسبقة وإعلانهم تشكيل حكومة إنقاذ»، تؤكد بشكل جلي الإصرار على خيار الحرب، والإمعان في استخدام القوة، وانتهاج العنف لتدمير البلاد وقتل الأبرياء والعبث بأمن اليمن واستقراره، خدمةً للأجندة الإيرانية التي تدعم الميليشيات وتمدهم بالأسلحة لاستهداف أمن اليمن والمنطقة، والإضرار بأمن البلاد ودول الجوار». وجدد الوفد الحكومي رغبته في التعاون الكامل مع ولد الشيخ، في مهمته الجديدة من أجل إحلال السلام وحقن دماء اليمنيين، مشدداً على أن يكون الحل السياسي مبنياً على «المرجعيات الثلاث المتفق عليها، المتمثّلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216». وكان وفد الحوثيين وصالح استبق وصول المبعوث الأممي إلى مسقط حيث يقيم الوفد، واشترط «حلاً مكتوباً» كأساس للانخراط في أي مشاورات مقبلة وأن يشمل الحل مستقبل مؤسسة الرئاسة من خلال التوافق على رئيس جديد لإدارة البلاد. في غضون ذلك، طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي، من الأممالمتحدة «أن تمارس مزيداً من الضغوط على الميليشيات وتعرية أعمالها الرعناء وتزييفها للواقع وتسويقها الوهم على حساب أشلاء الضحايا وحصار العزل الأبرياء وتجويعهم». جاء ذلك أثناء استقبال هادي في مقر إقامته الموقت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة ستيفن أوبراين والوفد المرافق له للوقوف على الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء الحرب الحوثية وما خلفته من معاناة وتداعيات». وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن «الميليشيا الانقلابية بعيدة من الاستجابة لأي مسعى سلمي للوصول إلى أي اتفاق سلام يحقن دماء اليمنيين». وأكد الإرياني خلال لقاء مع المستشار الإعلامي والثقافي في السفارة الأميركية لدى اليمن هنس ماهوني، أن اعتداءات الميليشيا الانقلابية على الملاحة البحرية في الممرات الدولية تعتبر تصعيداً خطراً تستدعي أن يكون للعالم موقف واضح من استهداف هذا الممر الدولي المهم. في غضون ذلك، أكد المستشار السياسي للسفارة البريطانية في اليمن باتريك كويل، أن إعلان «المجلس السياسي الأعلى» التابع للحوثيين في صنعاء (مجلس الحكم) تكليف القيادي الجنوبي في حزب صالح والمحافظ الأسبق لعدن عبدالعزيز بن حبتور، تشكيل «حكومة إنقاذ وطني» بموازاة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، يمثل خطوات غير مقبولة ولا يمكن الاعتراف بها، وأنها تنسف كل جهود السلام في اليمن، وتؤكد خرقها قرارات المجتمع الدولي والشرعية الدولية. ميدانياً، كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع ومخازن أسلحة للميليشيات وقوات صالح في صنعاء ومحافظات مأرب والجوف وصعدة وحجة والحديدة وتعز، وأفادت مصادر ميدانية بأن القيادي الحوثي البارز محسن العزي قتل في غارة استهدفت منطقة «الصوح» في صعدة، وهو أحد مساعدي عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة. وطاولت سلسلة من الضربات الجوية مستودعات أسلحة في جبل نقم شرق العاصمة ومقر الكلية الحربية في شمالها وقاعدة الديلمي الجوية قرب المطار، وامتدت الغارات إلى مناطق ساحلية في محافظتي الحديدة وتعز، وإلى مواقع للمتمردين في منطقة حرض الحدودية في محافظة حجة. كما تم قصف محطة للرادارات في منطقة الحديدة. وردت المدفعية السعودية أمس على مصادر إطلاق قذائف حوثية من داخل الأراضي اليمنية استهدفت المدنيين والمساجد على الحدود السعودية، أصيب على أثرها مقيم يمني في محافظة الطوال الحدودية. وتمكنت القوات السعودية من تدمير مدرعة حوثية ومجموعة من المسلحين كانوا في طريقهم إلى الحدود السعودية باتجاه نجران، فيما صدت مروحيات الأباتشي خلال تمشيط للحدود محاولات تسلل باتجاه الخوبة والطوال. من جهة أخرى، ثمنت دولة الإمارات أمس، البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي أدان بشدة الهجوم على سفينة المساعدات المدنية الإماراتية «سويفت» قرب مضيق باب المندب. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور أنور قرقاش: «هذه الإدانة تمثل موقفاً صريحاً من المجتمع الدولي تجاه الممارسات غير المسؤولة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح، التي انتهكت الأعراف والمواثيق الدولية كافة المتعلقة بضمان أمن الملاحة البحرية في الممرات المائية الدولية وأمن الوسائل الناقلة للمساعدات الإنسانية». ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين في مؤتمر صحافي في الرياض أمس (الأربعاء) زيارته للسعودية بالفرصة السانحة لمناقشة الوضع في اليمن، خصوصاً خلال لقائه مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية السعوديتين والاتفاق على القيام بكل ما يمكن لحماية اليمنيين وحياتهم والمحافظة عليهم، مبيّناً أنه ناقش خلال لقائه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الوضع الإنساني المتدهور في اليمن وضرورة حماية المدنيين، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها، والوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وحول الأوضاع الإنسانية في اليمن، أشار إلى أن نقص التغذية والخدمات الصحية من أكثر المشكلات التي تواجهها اليمن، إذ إن 7 ملايين من الشعب يستطيعون الحصول على نوع من التغذية والوصول إلى المستشفيات. «ولدينا أطفال دون سن ال8 لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات»، مضيفاً: «الوضع يزداد تدهوراً وقمنا في الأممالمتحدة بالوصول إلى بعض التمويل ليصبح نصف الشعب يستطيع الحصول على المساعدات الصحية، بينما النصف الآخر يحاول الوصول إليها. لدينا هدف بأن نصل في كل شهر إلى 3 ملايين شخص لنقدم لهم المساعدات الإنسانية والصحية، كما أننا نحتاج إلى بليون دولار كمصادر تمويل». وفي ما يتعلق بمراقبة الموانئ وإيصال المساعدات أكّد أن هناك مفتشين للأمم المتحدة يقومون بجهد فعال لإيصالها إلى مستحقيها لاسيما في مراقبة السفن التي تصل إلى ميناء الحديدة، وفحص المؤن التي تحملها السفن عند البحر وقرب الميناء، «إلا أن المشكلة هي التعقيدات التي تفرض على سعة التحميل ونحاول تفعيلها لتسريع العملية»، واصفاً نظام الأممالمتحدة بأنه فعال ولا يدعو للقلق. وأوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن زيارته إلى عدن كشفت له عن متانة الوضع الأمني فيها، واصفاً إياها بالآمنة جداً، مبيّناً أن الأممالمتحدة لديها مراكز في عدد من المناطق هي إب وعدن وصعدة والحديدة وصنعاء، ومجدداً تأكيده أن هناك أشخاصاً دوليين في المنطقة ملتزمين بمساعدة الشعب اليمني، هؤلاء الأشخاص يتمتعون بالشجاعة، ومستعدون للتضحية بحياتهم.