رفض وفد الحكومة اليمنية إلى مفاوضات السلام، الشروط المسبقة لجماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، للتوصل إلى حل سياسي، معتبراً إياها عرقلة لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ ومحاولة ل «شرعنة الانقلاب». واستمرت المناورات البحرية السعودية في الخليج وبحر عُمان على رغم تحذير الحرس الثوري الإيراني من اقتراب القطع البحرية المشاركة في المناورات العسكرية الخليجية من المياه الإقليمية الإيرانية. وقال الوفد اليمني في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، إن «شروط الانقلابيين المسبقة وإعلانهم تشكيل حكومة إنقاذ»، تؤكد بشكل جلي الإصرار على خيار الحرب، والإمعان في استخدام القوة، وانتهاج العنف لتدمير البلاد وقتل الأبرياء والعبث بأمن اليمن واستقراره، خدمةً للأجندة الإيرانية التي تدعم الميليشيات وتمدهم بالأسلحة لاستهداف أمن اليمن والمنطقة، والإضرار بأمن البلاد ودول الجوار». وجدد الوفد الحكومي رغبته في التعاون الكامل مع ولد الشيخ، في مهمته الجديدة من أجل إحلال السلام وحقن دماء اليمنيين، مشدداً على أن يكون الحل السياسي مبنياً على «المرجعيات الثلاث المتفق عليها، المتمثّلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216». وكان وفد الحوثيين وصالح استبق وصول المبعوث الأممي إلى مسقط حيث يقيم الوفد، واشترط «حلاً مكتوباً» كأساس للانخراط في أي مشاورات مقبلة وأن يشمل الحل مستقبل مؤسسة الرئاسة من خلال التوافق على رئيس جديد لإدارة البلاد. في غضون ذلك، طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي، من الأممالمتحدة «أن تمارس مزيداً من الضغوط على الميليشيات وتعرية أعمالها الرعناء وتزييفها للواقع وتسويقها الوهم على حساب أشلاء الضحايا وحصار العزل الأبرياء وتجويعهم». جاء ذلك أثناء استقبال هادي في مقر إقامته الموقت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة ستيفن أوبراين والوفد المرافق له للوقوف على الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء الحرب الحوثية وما خلفته من معاناة وتداعيات». وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن «الميليشيا الانقلابية بعيدة من الاستجابة لأي مسعى سلمي للوصول إلى أي اتفاق سلام يحقن دماء اليمنيين». وأكد الإرياني خلال لقاء مع المستشار الإعلامي والثقافي في السفارة الأميركية لدى اليمن هنس ماهوني، أن اعتداءات الميليشيا الانقلابية على الملاحة البحرية في الممرات الدولية تعتبر تصعيداً خطراً تستدعي أن يكون للعالم موقف واضح من استهداف هذا الممر الدولي المهم. في غضون ذلك، أكد المستشار السياسي للسفارة البريطانية في اليمن باتريك كويل، أن إعلان «المجلس السياسي الأعلى» التابع للحوثيين في صنعاء (مجلس الحكم) تكليف القيادي الجنوبي في حزب صالح والمحافظ الأسبق لعدن عبدالعزيز بن حبتور، تشكيل «حكومة إنقاذ وطني» بموازاة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، يمثل خطوات غير مقبولة ولا يمكن الاعتراف بها، وأنها تنسف كل جهود السلام في اليمن، وتؤكد خرقها قرارات المجتمع الدولي والشرعية الدولية. ميدانياً، كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع ومخازن أسلحة للميليشيات وقوات صالح في صنعاء ومحافظات مأرب والجوف وصعدة وحجة والحديدة وتعز، وأفادت مصادر ميدانية بأن القيادي الحوثي البارز محسن العزي قتل في غارة استهدفت منطقة «الصوح» في صعدة، وهو أحد مساعدي عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة. وطاولت سلسلة من الضربات الجوية مستودعات أسلحة في جبل نقم شرق العاصمة ومقر الكلية الحربية في شمالها وقاعدة الديلمي الجوية قرب المطار، وامتدت الغارات إلى مناطق ساحلية في محافظتي الحديدة وتعز، وإلى مواقع للمتمردين في منطقة حرض الحدودية في محافظة حجة. كما تم قصف محطة للرادارات في منطقة الحديدة. وردت المدفعية السعودية أمس على مصادر إطلاق قذائف حوثية من داخل الأراضي اليمنية استهدفت المدنيين والمساجد على الحدود السعودية، أصيب على أثرها مقيم يمني في محافظة الطوال الحدودية. وتمكنت القوات السعودية من تدمير مدرعة حوثية ومجموعة من المسلحين كانوا في طريقهم إلى الحدود السعودية باتجاه نجران، فيما صدت مروحيات الأباتشي خلال تمشيط للحدود محاولات تسلل باتجاه الخوبة والطوال. من جهة أخرى، ثمنت دولة الإمارات أمس، البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي أدان بشدة الهجوم على سفينة المساعدات المدنية الإماراتية «سويفت» قرب مضيق باب المندب. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور أنور قرقاش: «هذه الإدانة تمثل موقفاً صريحاً من المجتمع الدولي تجاه الممارسات غير المسؤولة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح، التي انتهكت الأعراف والمواثيق الدولية كافة المتعلقة بضمان أمن الملاحة البحرية في الممرات المائية الدولية وأمن الوسائل الناقلة للمساعدات الإنسانية». وفي طهران، حذر بيان أصدره الحرس الثوري الإيراني أمس، القطع البحرية المشاركة في المناورات التي دعت إليها المملكة العربية السعودية، بما في ذالك القطع البحرية السعودية وغيرها من الاقتراب من المياه الإقليمية الإيرانية «لأن البحرية التابعة لقوات الحرس الثوري تعتقد أن هذه المناورات تهدف إلي تأزيم الأوضاع في المنطقة وتعريض الأمن في مياه الخليج للخطر». وقال البيان إنه يحذر حتي من الاقتراب من المياه الدولية القريبة من المياه الإقليمية الإيرانية، «لاننا نعتقد أن مثل هذا العبور لا ينطبق عليه عبور غير مضر».