أكد محللون أن سيطرة التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية على جزيرة حنيش الكبرى الخميس، في "عملية نوعية" قام بها عناصر المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، بدعم من قوات التحالف، شملت عمليات إنزال وإغارة، يعد إنجازا كبيرا، وضربة جديدة لمليشيات الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتتمتع حنيش بموقع إستراتيجي يجعلها قاعدة حشد وانطلاق للقوات باتجاه مدن الساحل الغربي لليمن، خصوصا الحديدة والخوخة وحتى ميناء المخاء التاريخي، وتحد السيطرة على الجزيرة من عمليات تهريب السلاح لمليشيات الحوثي وصالح بعد خنق مساربها عبر باب المندب والمخاء ومنطقة ذو باب ومضيق باب المندب، وسيطر المتمردون على الجزيرة في فبراير2015 بعد قتل قائد اللواء 121 العقيد زين الردفاني، الذي رفض تسليم الحامية العسكرية بالجزيرة إليهم، عقب الانقلاب على السلطة الشرعية، بالتحالف مع قوات صالح. وقال رشاد الشرعبي، المسؤول الإعلامي بالمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمدينة تعز، إن سيطرة الشرعية على جزيرة حنيش لها أهمية كبيرة قبل مفاوضات جنيف 2، المقررة يوم 15 ديسمبر الجاري.واضاف الشرعبي، في تصريحات صحفية، أن السيطرة على حنيش ستحد من عمليات تهريب السلاح لمليشيا الحوثي وصالح بعد خنق مساربها عبر باب المندب والمخاء ومنطقة ذو باب ومضيق باب المندب. واعتبر أن هذه الخطوة تأكيد على إصرار الشرعية للسيطرة على كامل الأراضي اليمنية، والتي لها علاقة بالأمن والسلام الإقليمي والدولي وممرات التجارة الدولية، كرسالة للمجتمع الدولي على انهيار الانقلابيين وتراخي قبضتهم على اليمن ومياهه الإقليمية وجزره.ورأى الشرعبي أنه من الضروري استكمال قوات الشرعية، والتحالف العربي، السيطرة على بقية الجزر اليمنية بالبحر الأحمر خصوصا حنيش الصغرى وزقر، وكذلك جزيرة كمران المأهولة بالسكان، والتي تبلغ مساحتها مئة كيلومتر، وتبعد عن ميناء الصليف نحو ستة أميال. من جهته، قال الصحفي اليمني عبدالقوي العزاني، إن السيطرة على جزيرة حنيش تعد خطوة مهمة في سياق محاصرة تحركات مليشيات الحوثي وصالح والتي حولت الجزيرة إلى مخازن للأسلحة والذخيرة، وممرا لعناصر المليشيات التي تذهب لتلقي تدريبات بالجزر الإريترية التي تستأجرها إيران لهذا الغرض. وأعرب العزاني عن اعتقاده، أن السيطرة على جزيرة حنيش -التي تعد أول موقع تابع إداريا لمحافظة الحديدة تسيطر عليه الشرعية- مقدمة لتحرك قوات التحالف العربي والمقاومة لتحرير ميناء المخاء التابع لمحافظة تعز من سيطرة الحوثيين. إنهاء الحرب من جهة اخرى قال رئيس وزراء اليمن خالد بحاح الجمعة إنه عازم على إنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، والتي أودت بحياة ستة آلاف شخص وأحدثت ضررا بالغا في اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية. ونقلت قناة الاخبارية السعودية عن بحاح قوله "عازمون على وقف الحرب التي تعبث بأرواح وممتلكات اليمن". ومن المتوقع البدء في تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام مع بدء محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة في سويسرا في 15 ديسمبر. مساعدات إنسانية من جانبه، قال ستيفن اوبراين وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ان محادثات سلام اليمن التي ستبدأ الاسبوع الحالي هي فرصة لجلب مساعدات انسانية تشتد اليها حاجة ملايين الاشخاص المحرومين من الامدادات الحيوية منذ ان تصاعدت الحرب قبل تسعة اشهر. وأضاف اوبراين قائلا في مقابلة مع رويترز "في اليمن أنا متفائل جدا بأن الثلاثاء المقبل سيكون إيذانا بإطار سلمي جديد يمكننا من خلاله ان نقدم الى حد كبير جدا المساعدة -سواء بالسرعة او الحجم الكافي- الى جميع المحتاجين." "بينما يوجد ما يزيد قليلا على 21 مليون شخص لديهم شكل ما من الحاجة الانسانية في ارجاء اليمن فإن الحاجات الحيوية الفورية تشمل حوالي خمسة ملايين شخص يحتاجون الغذاء والماء والمأوى ورعاية طبية عاجلة في جميع جبهات الصراع."