عكس خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الدوما (البرلمان) أجواء المواجهة مع الأميركيين في شأن سورية، إذ رفع بوتين شعار «بناء روسيا القوية» على رأس المهمات المطروحة أمام البرلمان الجديد، وقال: «من حقنا أن نكون أقوياء»، داعياً إلى «تعزيز القدرات العسكرية وضمان وحدة الأمة» في مواجهة التغيرات في العالم. واقتبس بوتين من خطاب أمام «الدوما» لبيوتر ستوليبين رئيس وزراء الإمبراطورية الروسية في مطالع القرن الماضي (1906-1911): «يجب أن تتضافر جهودنا وأن ننسق مساعينا والتزاماتنا من أجل دعم حق روسيا التاريخي الأسمى في أن تكون قوية». وقال بوتين: «عندما نستعيد هذه الكلمات، ننطلق دائماً من أن لكل شعب ودولة الحق ذاته في القوة، وهذا ليس مرتبطاً بغرور الدولة العظمى، فنحن لا نملي شيئاً على أحد ولا ننوي ذلك». واعتبر المراقبون كلامه إشارة إلى الخلافات حول أوكرانيا وسورية اللتين لم يذكرهما بالاسم. وزاد: «قوتنا في داخلنا، في شعبنا وتقاليدنا وثقافتنا واقتصادنا، وفي أراضينا الشاسعة وثروتنا الطبيعية وقدرتنا الدفاعية، والأهم في وحدة شعبنا». وشدد على ضرورة تعزيز الأمن والقدرات الدفاعية للبلاد، وتعزيز الديبلوماسية للدفاع عن مواقف روسيا في الساحة الدولية. وأعرب عن أمله في أن يساهم البرلمان بسائر كتله في دعم هذه الجهود سياسياً واشتراعياً. وشدد الرئيس الروسي على ضرورة رفع القيود القانونية التي تعرقل المنافسة وتدفق الاستثمارات وإدخال التكنولوجيا الحديثة، وضمان التنمية المتوازنة، خصوصاً في أقصى الشرق والشمال. وفي إطار كلامه عن تعزيز القدرات الدفاعية، قدم بوتين إلى البرلمان رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، الذي عُيّن في منصبه أخيراً، مشيراً إلى أن على الهيئة أن تكون «سباقة في عملها في ظل الظروف الدولية الراهنة، وأن تتخذ قرارات غير اعتيادية، وأن تحدد كذلك التوجهات الرئيسية لنشاطها في الظروف الدولية الحالية». وأمر الهيئة ب «رصد كل أطياف التهديد الخارجي وتحليلها، وتحديد التوجهات الاستراتيجية الرئيسية لتطور الأوضاع عالمياً». إلى ذلك، أعلن الكرملين عن تعيين بوتين رئيس مؤسسة «روس آتوم» المسؤولة عن صناعات الطاقة الذرية في روسيا سيرغي كيريينكو نائباً أول لرئيس الديوان الرئاسي خلفاً لفيتشسلاف فولودين الذي تسلم مهماته رئيساً للبرلمان. وكيريينكو عيّن رئيساً للوزراء في العام 1998 عندما كان عمره 35 سنة وغدا وقتها أصغر رئيس للوزراء في تاريخ روسيا، لكنه احتفظ بمنصبه لمدة أربعة شهور فقط، وأطاحته أسوأ أزمة اقتصادية.