لم تحبس المكانة المقدسة التي شرّف الله بها المسجد الحرام في مكةالمكرمة السحرة واللصوص عن الدلوف إلى أروقته وتسخير أعمالهم لتنفيذ مخططاتهم الهادفة إلى الحصول على أكبر جزء من «كعكة موسم العمرة» من طريق سرقة المصلين والمعتمرين!. وعمدت ثلة ضعاف النفوس إلى ابتكار أساليب جديدة للنشل أخيراً، وقال الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان: «خلال ال 20 يوماً الماضية من شهر رمضان المبارك تم القبض على تسع عصابات تخصصت في سرقة المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام، بعد أن لجأت إلى طرق حديثة للسرقة، إذ ألقي القبض أخيراً على أسرة عربية تخصص أفرادها في نشل المصلين باستخدام الشعوذة، عبر قراءة طلاسم سحرية وشيطانية على المسروقين، تدخلهم حالاً من اللاوعي تسهل الحصول على ما بحوزتهم من أموال وحلي ذهبية ومقتنيات ثمينة». ولفت إلى ضبط حالات فردية عدة لا تنطوي تحت مظلة العصابات التسع. وتابع: «هناك طرق أخرى استحدثتها بعض العصابات، مثل إشغال المسروق من طريق شخصين أو أكثر كسكب بعض العصير أو مواد متسخة على ثيابه أو مشاغلته بالحديث معه ريثما ينشل أحد أفراد العصابة بطريقة فنية المسروق الذي لا يشعر بأي شيء». وكشف الميمان إلقاء القبض على وافد إفريقي نفذ سرقات عدة في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام ومناطق متفرقة من العاصمة المقدسة، إذ بلغ عدد المسروقات التي كانت بحوزته حين إلقاء القبض عليه أكثر من 47 جهاز جوال، وسبعة أجهزة حاسوبات، و35 حقيبة نسائية بقوة النزع، ولوحظ أنه وجد في بعض الحقائب بعض المقتنيات التي تخص صاحباتها، إضافة إلى الكثير من حالات السرقة والاعتداء التي أسهم رجال شرطة العاصمة المقدسة في فك طلاسمها والقبض على مرتكبيها. وزاد الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة: «تم ضبط أكثر من 700 دافع عربة يعملون بشكل غير نظامي، تم تسليم السعوديين منهم إلى أقسام الشرط، وأما غير السعوديين منهم فقد تم تسليمهم إلى إدارة الجوازات، إضافة إلى مصادرة أكثر من 500 غالون زمزم، وتسليمها إلى البلديات، والقبض على أكثر من 170 بائعاً جائلاً». وأشار إلى أن هذه الإحصاءات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها شرطة العاصمة المقدسة التي تجند طاقاتها وأفرادها كافة بالتعاون مع لجنة الظواهر السلبية المنبثقة من إمارة المنطقة في سبيل القضاء على الظواهر السلبية، من النشل، والتسول، والبيع السائب، وغيرها. وعن الخطة التي ستنفذها شرطة العاصمة المقدسة خلال العشر الأواخر من رمضان، قال الميمان: «إن جهود الشرطة في رمضان تأتي كامتداد لما تم البدء فيه منذ بدايته، ولكن ما يستحدث في العشر الأواخر هو الاستنفار الكامل لطواقمها وأفرادها كافة، وزيادة الجهود المبذولة، خصوصاً أننا نمر في العشر الأواخر بليلتين عظيمتين هي ليلة 27 وليلة ختم القرآن الكريم، ففيهما تكون الجهات العاملة كافة ومن ضمنها شرطة العاصمة المقدسة مستنفرة جهودها في تنظيم المصلين والمعتمرين، ومواصلة الجهود في القضاء على الظواهر السلبية التي تزداد في تلك الفترة، إضافة إلى تدعيم القوة الموجودة في المنطقة المركزية في المسجد الحرام بعدد إضافي من الضباط والأفراد والإداريين». وزاد: «إن من الأعمال التي استحدثت هذا العام هو وجود القيادات في الميدان، إذ تم توزيعهم في المناطق الشرقية، والشمالية والغربية للمسجد الحرام، معتبراً أن هذه الخطوة من شأنها تسهيل عملية التواصل ما بين القيادات الأمنية مع أفرادها، وسرعة اتخاذ القرار من داخل الميدان، إلى جانب المساعدة في تفويج المصلين، وتسهيل دخولهم وخروجهم من وإلى المسجد الحرام، والإشراف على النواحي المرورية في المنطقة المركزية، ومباشرة الحالات الأمنية»، مشيراً إلى أن هناك تنظيماً إدارياً في شعبة البحث والتحري، بزيادة أعدادهم من الموظفين الموسميين من الرجال والنساء، وتدعيم الصفوف بعدد كاف من رجال البحث والتحري.