اعترفت زوجة الأب أمس (الثلثاء) بجريمتها في مقتل الطفلة ريم الرشيدي في الأحساء، وقامت بتمثيل الحادثة في الموقع الذي شهدته في حي محاسن. وعلى رغم ذلك ما تزال تفاصيل الجريمة التي هزت المجتمع السعودي مبهمة وغير واضحة المعالم، سوى حال البرود التي انتابت زوجة الأب التي لم تشعر ولو للحظة بالندم على جريمتها. وقالت مصادر إعلامية إن الأجهزة الأمنية والإسعافية عندما انتقلت إلى مسرح الجريمة ووجدوا الطفلة غارقة في دمائها، وهي ترتدي الزي المدرسي الذي تغيّر لونه إلى الأحمر، وعثر إلى جانب الجثّة على كيس أسود، مرجحة أن الجانية كانت تهمّ بحفر حفرة في الموقع بقصد دفن الجثّة، وإخفاء معالم الجريمة. وأضافت أن شخصاً اشتبه في وجود امرأة في منطقة فضاء، وأخذه الفضول إلى الاقتراب منها، ما دفعها إلى الفرار، فتابعها حتى دخلت إلى أحد المنازل، وبعد قدوم الأجهزة الأمنية تمت محاصرتها وضبطها، وبالتحقيق معها اعترفت بجريمتها. وعلمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية تحقق في كيفية خروج الطفلة من المدرسة يوم الجريمة، فيما ما زالت جثة ريم في التشريح الجنائي، ولم يحدد وقت دفنها والصلاة عليها إلى الآن. وأوضحت مصادر محلية أن القاتلة هي الزوجة الثانية لوالد الطفلة ريم، ولديها 6 أبناء، نصفهم من الإناث، في حين أن الطفلة ريم من الزوجة الثالثة، وهي الكبرى من حيث الترتيب، وتبلغ من العمر ست سنوات. وحول ملابسات خروج ريم من المدرسة مع زوجة أبيها، بخلاف ما تنص عليه الأنظمة، تبين أن مديرة المدرسة كانت في مهمة إدارية خارج المدرسة، في حين فتحت إدارة التعليم في الأحساء تحقيقاً للتعرف على طريقة خروج الطفلة «من دون ولي أمرها»، وقامت إلى اليوم بإجراءات ومساءلات للكشف عن ملابسات القضية. سيناريو مقتل الطفلة ريم الرشيدي أعاد إلى الأذهان حال مشابهة، وقعت قبل حوالى 8 أشهر، عندما أقدم أب على نحر ابنه عبدالله سويدي (10 سنوات) في محافظة أحد المسارحة التابعة لمنطقة جازان، وكان الأب أخرج ابنه من المدرسة في التاسعة صباحاً واستدرجه إلى أحد الأحواش القريبة من منزله، وقام بنحره بالسكين، وسلم نفسه إلى الجهات الأمنية. وتبين لاحقا أن الأب من أصحاب السوابق ويتعاطى المخدرات، وكان ينوي في يوم الجريمة نفسه إخراج ابنته من المدرسة المتوسطة، إلا أن مديرة المدرسة رفضت طلبه. وأعفت «تعليم جازان» مدير مدرسة الطفل المقتول عبدالله، والوكيل المكلف، والمرشد الطلابي من مهامهم، بعدما فتحت تحقيقا في أسباب وملابسات خروج الطفل من المدرسة.