أكد الرئيس السوري بشار الأسد «ضرورة استمرار نهج التهدئة والحوار في لبنان لحل المشكلات العالقة وأهمية تعزيز الوفاق الوطني ودعم المقاومة بما يحفظ قوة لبنان ومنعته ويحميه من الأخطار الخارجية التي تهدد أمنه واستقراره». موقف الأسد وزعته وكالة الأنباء السورية (سانا) غداة السحور الرمضاني الذي جرى في دمشق بين الرئيس الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. وأوضحت الوكالة ان اللقاء تركز على «العلاقات السورية - اللبنانية المتميزة والتي تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين... والآفاق المستقبلية لتوطيد التعاون بين البلدين في كل المجالات، وأكد الرئيس الأسد والحريري حرصهما على متابعة ما تم إنجازه على صعيد التعاون الثنائي ورغبتهما المشتركة في استمرار التشاور والتنسيق بما يخدم مصلحة شعبي البلدين ومصالح العرب جميعاً». كما ركز اللقاء بحسب الوكالة على «الأصداء الإيجابية للقمة الثلاثية التي عقدها الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس اللبناني ميشال سليمان أواخر الشهر الماضي في بيروت، وشدد الحريري على أن الزيارة التاريخية المشتركة للرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين للبنان تؤكد حرص سورية والمملكة على لبنان ودعم وحدته الوطنية». وأشارت الوكالة الى ان البحث تناول التطورات في لبنان واستعراض الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. ثم دعا الأسد ضيفه اللبناني الى تناول السحور معه. وعلم ان جلسة المحادثات التي عقدت في قصر الشعب استمرت اكثر من ساعتين وأن مأدبة السحور جرت بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزير شؤون الرئاسة منصور عزام ومدير مكتب رئيس الحكومة اللبنانية نادر الحريري. وذكّرت «سانا» بقمة بعبدا الثلاثية في بيروت التي اكدت «تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار ودرء الأخطار الخارجية وما يحاك للمنطقة من دسائس ومؤامرات لإرباكها بالفتن الطائفية والمذهبية»، وبتشديد الرئيس السوري خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على «أهمية الحفاظ على وحدة لبنان ووفاق بنيه وأمنه واستقراره ومناعته في مواجهة المشاريع الإسرائيلية». كما ذكرت الوكالة باللقاء الذي عقد بين الاسد والحريري في 19 تموز (يوليو) الماضي الذي بحث «سبل ترجمة الاتفاقات التي جرى توقيعها بين سورية ولبنان لخلق شبكة مصالح ذات منفعة متبادلة للشعبين والبلدين»، بعد توقيع الجانبين السوري واللبناني 17 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرتوكول تعاون بين البلدين خلال اجتماعات «هيئة المتابعة والتنسيق» برئاسة الحريري ونظيره السوري محمد ناجي عطري في دمشق. لجنة معالجة تفشي السلاح وفي بيروت، ترأس الحريري عصر امس، اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة معالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين في كل المناطق اللبنانية، لا سيما في مدينة بيروت، وإيجاد الحلول الفاعلة لها، حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية زياد بارود. وخلال الاجتماع عُرضت اقتراحات رأت اللجنة أنها تستدعي اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع. واتصل الحريري لهذه الغاية برئيس الجمهورية ميشال سليمان مقترحاً اجتماعاً للمجلس وتقرر عقده بعد ظهر اليوم الثلثاء لمناقشة الإجراءات ومستلزمات المهمة الدفاعية للجيش الى جانب مهمته في مؤازرة قوى الأمن لحفظ الأمن في الداخل. قانصوه والطاشناق والتقى الحريري قبل ظهر امس، النائب عاصم قانصوه (عن حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان) الذي قال بعد الزيارة: «اطلعت منه على نتائج زيارته الناجحة إلى دمشق ولقائه الرئيس الأسد، واستعرضنا الأحداث الأخيرة في برج أبي حيدر والأمور تتجه باتجاه التهدئة، ونأمل بأن تعود كل الأطراف الى ضمائرها وذاتها لإيقاف هذا المسلسل الشرير». والتقى الحريري الأمين العام لحزب «الطاشناق» هوفيك مختاريان والنائب أغوب بقرادونيان وعضو اللجنة المركزية للحزب مارديك بوغوسيان في حضور المستشار آرا سيسريان. وأيد بقرادونيان في تصريح بعد اللقاء «أن تكون العاصمة بيروت ومعها لبنان ككل مستقرة من أجل الوصول إلى استقرار من دون سلاح. والاستقرار يكون أولاً في النفوس وبالخطاب السياسي الهادئ وعودة الحوار، لأن أي مشروع لسحب السلاح لا بد من أن يكون ناتجاً من قرار سياسي لكي لا نزيد من المشاكل. ونحن لا نعتقد أن نزع السلاح بالقوة في أي وضع من الأوضاع وفي أي منطقة من المناطق اللبنانية يمكنه أن يعطي النتيجة المرجوة». ولفت الى ان الحريري «منزعج جداً مما حصل. وحتى وإن كان الإشكال فردياً، إلا أن نتيجة التعاطي الميداني، وتوسع رقعة الاشتباكات أديا إلى وضع غير مستقر عند الناس، لذلك فإن الرئيس الحريري جاد في منع تكرار ما حصل، وطبعاً المطلوب من الدولة منع تكرار ما حصل والتدخل عند الحاجة». وشد على ان «الأمر يحتاج إلى قرار مركزي من كل الأطراف اللبنانية من أجل الوصول إلى الخطوة النهائية المرجوة».