طهران – أ ف ب - أبدت إيران أمس تحديها لرفض الولاياتالمتحدة منح سفيرها لدى الأممالمتحدة حميد أبو طالبي تأشيرة دخول، مؤكدة أنها لا تعتزم اختيار سفير آخر. وأعلنت طهران أنها تدرس الخيارات القانونية في هذا الخلاف الذي يرخي بظلاله على تحسّن محدود في العلاقات مع واشنطن بعد عقود من العداء في أعقاب اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979 وأزمة احتجاز الرهائن. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت أول من أمس أنها لن تمنح تأشيرة دخول لأبي طالبي على خلفية ضلوعه المفترض في أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين (25 ديبلوماسياً مدة 444 يوماً) بعد أشهر على الثورة الإسلامية العام 1979. غير أن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكدّ أمس أن بلاده لا تفكّر في أي بديل محتمل لأبي طالبي، الديبلوماسي صاحب الخبرة الذي حضر سابقاً جلسات في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. وصرّح عراقجي لوكالة «مهر» بأن طهران «لا تفكّر في خيار بديل»، مضيفاً أنها ستتابع مسألة رفض التأشيرة «بالسبل القانونية داخل الأممالمتحدة». ويشكّل رفض منح التأشيرة تحدياً لمساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما في تحقيق إختراق ديبلوماسي واتفاق شامل متعلّق ببرنامج إيران النووي المثير للجدل. ويدرس محامو البيت الأبيض التبعات الدستورية للقانون الذي أقره الكونغرس بغالبية ساحقة، وينص على تعديلات تسمح لواشنطن بالإمتناع عن منح تأشيرات لأفراد «قاموا بنشاط إرهابي ضد الولاياتالمتحدة». ثلاثة عقود على صعيد آخر، وبعد 30 عاماً في السلك الديبلوماسي خدم فيه 10 رؤساء أميركيين وشغل مسؤوليات في سفارات في الشرق الأوسط، أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز نيته التقاعد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهي مهلة تأمل إدارة أوباما بأن يسبقها اتفاق شامل مع إيران في محادثات قادها بيرنز علناً وسراً منذ عام 2008. وأعلنت واشنطن في وقت متأخر من ليل الخميس - الجمعة أن بيرنز وجّه رسالة إلى وزير الخارجية جون كيري ضمنها نيته التقاعد، معرباً عن فخره ب «فرص حظيتُ بها وتجارب تفوق حدود تصوري»، شاكراً الذين عملوا معه. كما عبر عن امتنانه لزوجته وابنتيه، مشيراً إلى انه يتطلع إلى الفصل التالي من حياته المهنية. لكنه شدد على أن «لا شيء يجعلني أكثر فخراً من مهنتي كديبلوماسي أميركي». ويلعب بيرنز دوراً محورياً في الملف الإيراني. وتولى أول مفاوضات أميركية ضمن مجموعة الدول الكبرى مع طهران في 2008 خلال ولاية الرئيس جورج بوش الإبن، ومن ثم قيامه بمحادثات سرية مع ايران عبر سلطنة عُمان، أفضت إلى الإتفاق المرحلي حول الملف النووي في تشرين الثاني (نوفبمر) الماضي. وأصدر كل من الرئيس أوباما وكيري، بياناً أشاد فيه ببيرنز وبمهاراته. وقال أوباما إنه لعب دوراً حيوياً في قيادة الأولويات الأميركية، مشدداً على أن أميركا أقوى بسبب خدمته. وذكر كيري أن بيرنز يجسّد مزيج المفكر القادر والذكي، والفاعل الذي لطالما سعت الخارجية لإنتاجه، مشدداً على أن أبرز ما يتميز به هو صمته وتواضعه.