استمر الملف الرئاسي في لبنان محور الاهتمامات الداخلية، بعد الجولة التي قام بها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري على القيادات اللبنانية، ويستكملها بجولة خارجية تبدأ في موسكو اليوم بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة لإحداث خرق في أزمة الشغور. وعلى الخط الحكومي، لم تحسم رئاسة مجلس الوزراء موضوع عقد جلسة حكومية هذا الأسبوع بانتظار المشاورات الجارية، وفي هذا الإطار، التقى رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبيرة أمس، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ثم وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وعرض مع كل منهما الأزمة الحكومية وتطوراتها. وفي المواقف، لفت وزير السياحة ميشال فرعون الى «أننا نعيش أزمة سياسية». ورأى أن «الهواجس، على رغم المناخ الأمني الهادئ، تتزايد وتكبر مع استمرار غياب رئيس الجمهورية والشلل الزاحف على مجلسي النواب والوزراء والمؤسسات، ومن هذا المنطلق نحيي الحركة الأخيرة للرئيس سعد الحريري متجاوزاً الحواجز والحدود. كما نحيي المصالحة الكبيرة التي تمت بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، والنقاش الحاصل بين الحريري وعون الذي هو لمصلحة لبنان». العريضي: البديل عن الحوار خطير ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب غازي العريضي «أننا نمر بلحظة مصيرية خطيرة وحساسة ومفصلية ودقيقة، نحن في حاجة فيها الى كلمة واحدة تجمعنا عنوانها العقل والحكمة، لكي نذهب الى حلول وتفاهمات سياسية في ما بيننا، تخرجنا من هذا النفق المظلم الذي ينذر بانعكاسات سلبية خطيرة علينا جميعاً، فلا يتوهمن أحد أنه سيكون بمنأى عن سلبيات وتداعيات ما يجرى في المنطقة وما يجرى في لبنان». واعتبر أن «الشجاعة هي في الإقدام، إذا تنازلنا وإذا اقتربنا من بعضنا بعضاً لمصلحة لبنان»، وقال: «في كل ما نسمع وتسمعون، وفي كل ما نشاهد في المنطقة وفي لبنان من توترات وخلافات ومشاكل، قلة من الناس تتطلع الى الواقع الاقتصادي والاجتماعي، الذي يزداد خطورة، فليس ثمة فريق في لبنان يستطيع أن يعالج مشاكل البلد أو مشاكل من يمثل في البلد بشكل منفرد، لذلك الأمور مترابطة بالسياسة والأمن والاقتصاد والمخاطر مشتركة». وشدد على أنه «يجب أن تكون الجهود منصبة بشكل مشترك من الجميع لإخراج لبنان من هذه الأزمة، ونحن نأمل في ما يجرى من اتصالات في الأيام الأخيرة بأن تسود لغة الحوار لأن البديل الوحيد خطير وهو الفراغ والقطيعة والمقاطعة». السلة نوع من مؤتمر تأسيسي ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من السلة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واضح وصريح وحازم على نقطة أساسية»، معتبراً أن «موضوع السلة هو نوع من مؤتمر تأسيسي مغلف ومحاولة للالتفاف على الدستور اللبناني وموقفنا مواز لما يقوله الراعي في هذا الشأن». واعتبر أن «هذه السلة تنتزع من الرئيس صلاحياته كما انتزعت صلاحيات المجلس النيابي ونحن استغربنا طرح بري لهذه السلة». واعتبر عضو الكتلة ذاتها النائب عمار حوري، أن «الرئيس الحريري ليس جزءاً من المشكلة، إنما هو جزء من الحل ويحاول أن يقوم بتحريك الجمود الذي رافق موقع الرئاسة وتسبب بالشغور». وقال: «الرئيس الحريري، يعتبر أن دماراً دستورياً يلحق بمؤسساتنا منذ سنتين ونصف السنة من خلال هذا الشغور، كما يلحق الضرر بالأوضاع الاقتصادية والمالية والدستورية، وهو بادر في الماضي بطروحات ومبادرات تتعلق بالرئاسة ولم يقابلها الفريق الآخر بإيجابيات معينة». وأكد حوري أن «مرشح الحريري لا يزال حتى اللحظة سليمان فرنجية، كما أنه المرشح الرسمي لتيار المستقبل، ويفكر حالياً بصوت عال أن الذهاب إلى أي منحى آخر يحتاج إلى احتضان شعبي ومن قبل البيت الداخلي والمكونات الأخرى»، مشيراً الى أن «مرحلة الأسماء لا تزال تشاورية». ورأى أن «موضوع السلة خلافي، والرئيس بري يطرح وجهة نظره من منطلق جدول أعمال الحوار»، مشيراً إلى «أن ما يقوله البطريرك هو من منطلق دستوري يحفظ حق الرئيس وصلاحياته». وقال: «نحن ككتلة المستقبل، قلنا في مرحلة سابقة أن بوابة الحلول هي انتخاب رئيس وبعد الانتخاب تتم مناقشة كل التفاصيل. وفي المقابل، فإن الرئيس بري يقول أن انتخاب رئيس هو البوابة والمدخل، لكن هذا لا يمنع من محاولة تقريب وجهات النظر في العناوين الأخرى». وقال عضو الكتلة النائب جمال الجراح أن «ما يحاول الرئيس الحريري فعله هو الانتقال من منطقة التعقيدات الى مرحلة التفاهم وتسهيل انتخاب الرئيس»، لافتاً الى أننا «كلنا نعرف أن هناك نقاشاً جدياً داخل كتلة المستقبل حول موضوع انتخاب العماد عون أو الخيارات الأخرى، يتم النقاش بكل مسؤولية وصراحة ووضوح، وفي آخر جلسة قال الحريري أن بعد جولته الاقليمية والدولية يجب أن أجد القرار، والكتلة ملتزمة قرار الحريري». ولفت عضو الكتلة نفسها النائب محمد قباني بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى أن «رغبتنا هي انتخاب رئيس في أسرع وقت باعتباره مدخلاً لحل مشاكل لبنان»، وقال: «حتى الآن ما يجري ليس ترشيحاً لأحد، بقدر ما هو محاولة استشراف الجو السياسي سواء على مستوى القيادات أو على مستوى الناس، ونقول «إن شاء الله خير». وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم «أن لا شيء يعلو على أولوية إنهاء الفراغ»، ولفت الى أن «القوات اللبنانية تقف اليوم، سداً منيعاً بوجه المخططات الخبيثة التي تدفع اللبنانيين، تحت ضغط الأزمات والعجز والترهيب إلى القبول بما يسمى المؤتمر التأسيسي». سلهب: السلة مناورة لكسب الوقت ورأى عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب أن «السلة موجودة للمناورة السياسية ولربح الوقت وستسحب عندما يحين موعد انتخاب رئيس». ولفت الى أن «للتيار الوطني الحر بعض المشاورات التي يريد إجراءها ومن واجباته أيضاً أن يقوم باتصالات مع الرئيس بري ليعطي رأيه بوضوح في موضوع السلة وليعلن رفضه لكل شيء غير دستوري». وقال: «سنحاول تذليل العقبات الموجودة لدى بري، ومن الممكن أن نرى العماد عون في عين التينة، لأن من واجبات أي مرشح للرئاسة أن يجتمع مع جميع الفرقاء». الكتائب:الانقاذ ليس بفرض مرشح واحد رأى المكتب السياسي لحزب «الكتائب اللبنانية» بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب رئيس الحزب جوزيف أبو خليل أن «إنقاذ الجمهورية من الفراغ لا يكون بالابتزاز السياسي وفرض المرشح الواحد مقابل استمرار الفراغ والإمعان في ضرب النظام الديموقراطي، ولا بتغيير القناعات سواء بالترغيب أم بالترهيب، إنما عملية ملء الشغور تكون بالاحتكام إلى الأصول الدستورية وتطبيق النصوص التي تحكم الحياة السياسية وفي حضور جلسات انتخاب الرئيس». وجدد الحزب «رفضه عدم انتخاب أي مرشح يحمل مشروع 8 آذار».