حذر رئيس مجلس الشوري الايراني (البرلمان) علي لاريجاني من مغبة الدخول في مفاوضات لتسوية القضية الفلسطينية وتكرار التجارب السابقة، معتبراً «ان الذين رأوا مصير مشاريع التسوية من كمب ديفيد حتى انابوليس، لا ينبغي لهم الدخول في اجواء كهذه والسماح بإنقاذ الكيان الصهيوني». ويعتبر هذا الموقف الاول الذي يصدر من مسؤول ايراني رفيع المستوي تعليقاً علي الجهود الاميركية لإطلاق مفاوضات مباشرة بين أسرائيل والفلسطينيين في الثاني من الشهر المقبل في واشنطن بمشاركة مصرية وأردنية. وقال لاريجاني امام تجمع طالبي أمس ان «المنطقة تملك شعوباً وقوي مستعدة لقطع الأيدي الأميركية التي تمتد لمساعدة اسرائيل»، في اشارة الى الجهود الاميركية الرامية الي اجراء محادثات مباشرة. ورأى ان «القضية الفلسطينية هي من أكثر القضايا حساسية وألماً وظلماً»، متهماً مركز دراسات الشرق الاوسط في الولاياتالمتحدة بوضع استراتيجية امام الادارة الاميركية لفرز دول المنطقة والوقوف امام الدول الديموقراطية والجمهورية. واعتبر ان هذه السياسة تحاول دفع دول الاعتدال العربي لمواجهة الدول الديموقراطية، «لكن الذي يدعو الى الأمل هو وجود حال الصحوة في العالم التي تستطيع الوقوف امام مثل هذه السياسات». وطالب لاريجاني المجتمع الدولي بدرس الظروف التي يمر بها 98 في المئة من اطفال فلسطين، و7 آلاف طفل فلسطيني معتقل لدى اسرائيل منذ بداية الانتفاضة. كما اكد ان القضية الفلسطينية، بالاضافة الى كونها عربية، فإنها مسألة اسلامية وانسانية، داعياً «المجتمع الانساني الى الشعور بالمسؤولية ازاء مصير الشعب الفلسطيني»، وموضحاً ان شعار عروبة القضية الفلسطينية هو ما تريده اسرائيل، اي ان يكون الصراع مقتصراً علي اسرائيل والعرب. وكانت حركة «حماس» انتقدت امس المفاوضات المباشرة واعتبرتها تفريطاً بالحقوق والثوابت، في وقت نظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مسيرة حاشدة في غزة ضد المفاوضات. ووصف عضو المكتب السياسي ل «حماس» الدكتور خليل الحية خلال مهرجان نظمته الحركة ليل الجمعة - السبت في القطاع، المفاوضات بأنها «غطاء للإحتلال لتصفية القضية وتهويد القدس وشطب حقوق اللاجئين في العودة والاستمرار في الاستيطان» في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. وبعدما حض الفلسطينيين في الوطن والشتات على «الثورة على المفاوضات والمفاوضين» ورفض المفاوضات، قال إن «عباس وفريق التفاوض لا يمثلون فلسطين ولا القدس ولا اللاجئين ولا المسجد الأقصى، ولن نعترف بأي اتفاق يوقعونه مع العدو الإسرائيلي». وتوعد بأن «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، «ستدوس كل الأعناق التي تفرط بحق والعودة والقدسوفلسطين».