قال المستشار الأمني في الرئاسة الجزائرية أحمد ميزاب، أن الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام أخيراً، وتناولت بناء الولاياتالمتحدة قاعدة عسكرية جوية في منطقة أغاديز في النيجر «مقلقة»، لكنها «قد تكون ذات جدوى ضد حركة الإرهابيين». وتبعد القاعدة نحو 480 كيلومتراً عن الحدود الجزائرية، ومهمتها نشر طائرات من دون طيار، وفق معلومات أوردها موقع «ذي إنترسبت». ونشر الموقع معلومات عن موافقة النيجر على استضافة الطائرات الأميركية من دون طيار، التي يمكن تزويدها بأسلحة لشن ضربات جوية. وأضاف المصدر ذاته أن النيجر أصبحت في موقع يجعل منه قاعدة أساسية للعمليات الأميركية في المنطقة، على أن تكون «أغاديز» نقطة انطلاق لعمليات استطلاع ومراقبة ضد المجموعات الإرهابية الناشطة في المنطقة. وقال ميزاب، إن هذه «القواعد قد تزيد من حجة إرهابيين في المنطقة وتعطيهم دفعاً لتجنيد مسلحين جدد». وأضاف: «لكن الهدف واضح وهو اعتراض حركة الإرهابيين بين ليبيا وجنوب الساحل الأفريقي وصولاً إلى نيجيريا». وتكافح النيجر، الحليف الأمني للغرب، عمليات توغل تنفذها جماعة «بوكو حرام» المتشددة المسلحة عبر الحدود الجنوبية مع نيجيريا، فضلاً عن جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في صحرائها الواسعة. وعبّرت مصادر أمنية عن القلق من احتمال تدفق عناصر تنظيم «داعش» جنوباً على النيجر وتشاد من ليبيا حيث يتراجع التنظيم أمام قوات تابعة لحكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي ويرأسها فائز السراج. وصرحت الناطقة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) ميشيل بالدانسا، أنه «بناءً على طلب حكومة النيجر وبالتنسيق معها من قرب، تقوم القيادة الأميركية في أفريقيا بإنشاء موقع أمني موقت في أغاديز في النيجر». وتُستخدم الطائرات من دون طيار في المراقبة العسكرية وإسقاط القنابل في المواقع التي تشكل خطورة كبيرة أو يصعب الوصول إليها بالطائرات التي يقودها طيارون. وقالت بالدانسا إن الولاياتالمتحدة وافقت على تمويل بناء المدرج الجديد في أغاديز والأرصفة والمباني الإدارية والزراعية والبنى التحتية. كما يُتوقع الانتهاء من المشروع الذي سيصبح «أكبر بناء عسكري أميركي في أفريقيا» في عام 2017. وكانت الولاياتالمتحدة تشنّ عملياتها العسكرية في الساحل انطلاقاً من العاصمة النيجرية نيامي حتى عام 2014، حين بدأت بإنشاء قاعدة شبه دائمة في النيجر، وذلك وفق ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» التي نشرت مخططات لقاعدة جوية لطائرات من دون طيار في أغاديز. وقال السفير الأميركي في النيجر إن قيادة «أفريكوم» تدرس إمكان إقامة قاعدة جوية شمال النيجر بهدف تقديم الدعم الاستعجالي للعمليات العسكرية الأميركية في المنطقة، من خلال البحث والمراقبة والتعرف إلى التهديدات الإرهابية المحتملة. وتحرج هذه المعطيات الحكومة الجزائرية التي قادت جبهة اعتراض ضد بناء قيادة مرتبطة ب «أفريكوم» في أفريقيا، كما تصادمت مع تونس بعد اتفاق عسكري مشترك بينها وبين الولاياتالمتحدة. وينتشر الجيش الجزائري بقوة على محور حدود ليبيا والنيجر، وفي منطقة عبور بين ليبيا ومالي ضمن ما يعرف بحركة «العائدين» من ليبيا إلى ماليونيجيريا وموريتانيا.