أدى تعطل أجهزة الحاسب الآلي أمس في مكتب جوازات جدة إلى إيجاد حال من الفوضى لدى المراجعين، وظهور تكدسات بشرية بسبب تعثر إنهاء مئات المعاملات الرسمية للمواطنين والمقيمين، ما أفضى بدوره إلى وجود بعض حالات الإغماء نظير التعب والانتظار في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس ما اضطر إحدى سيارات الإسعاف إلى الحضور وإنقاذ بعض الحالات التي تعرضت للإجهاد والإرهاق الشديد. وأكد أحد المراجعين داخل المكتب عبدالباسط طاهر ل«الحياة» أنه لم يفاجأ بتعطل الأجهزة الحاسوبية داخل الجوازات، كون هذا الأمر أصبح معتاداً خصوصاً عندما يحل شهر رمضان، فهذا الموسم يعد الثاني الذي تتعطل فيه أجهزة الحاسب في مكتب جدة، وهذا الأمر تسبب في تعطل مئات المعاملات أولاً، وثانياً عمل على إيجاد طوابير من الانتظار الطويل التي تأمل في عودة الأجهزة إلى العمل في أي لحظة من اللحظات. ولا يمكن لأي مراجع أن يتخلى أو يتراجع عن مكانه بين الصفوف، لأن ذلك ربما يجعله عرضةً للغرامة المالية حال التأخر ولو ليوم واحد في إنهاء أي معاملة. وأوضح أن الأمر لم يعد مقتصراً على تعطل الأجهزة الحاسوبية فقط، بل إن الأمر تعدى إلى غياب الموظفين، فأصبح من الطبيعي أن تجد سبعة شبابيك للعمل لايوجد بها سوى موظفين بعد أن كانت طوال أيام السنة تعج بالموظفين، ونحن كمراجعين نلاحظ هذا النقص الكبير في الموظفين الذي يصل إلى 30 في المئة تقريباً من عدد الموظفين الإجمالي، على رغم أن العمل داخل المكتب مستمر حتى نهاية آخر يوم دوام رسمي من هذا الشهر. بدوره، أكد أحد الذين يعملون في مكاتب الخدمة داخل مقر الجوازات بكر يسلم أن من المفترض على العاملين داخل مقر الجوازات أن يدركوا أن هذه الفترة تعد فترةً ذهبية لمعظم شرائح المجتمع كونها تصادف الإجازة الصيفية، وغالبية الناس سواء كانوا مقيمين أو مواطنين يرغبون في قضاء إجازاتهم بجانب أبنائهم وعائلاتهم، لذا وجب عليهم الاستعداد والحضور بشكل مميز خلال هذه الفترة لإنهاء معاملات الناس، ومساعدتهم على تجاوز كل المعوقات التي تعترض طريقهم في سبيل إنهاء معاملاتهم. ولفت إلى أن من المشكلات التي بدأت تظهر خلال شهر رمضان عدم وجود اللواصق الأمنية التي يحتاجها الكثير من المقيمين لإنهاء معاملاتهم، وهذا العجز بدا واضحاً خلال الفترة الأخيرة، ما أفضى أيضاً إلى تكدس المراجعين وعدم تخليهم عن أرقام جلوسهم بانتظار توافر هذه اللواصق، مشيراً إلى أن هذه الإشكالية تعد مجهضاً لكل المعاملات، كونها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإقامة الخاصة بالمقيم، والتي لايستطيع بدونها إنجاز أي معاملة. من جانبه، شدد أحد المقيمين الذي جاء لإنهاء أوراقه وحزم حقائب السفر على أن مبنى الجوزات بات لايتسع لمراجعيه، فهناك مراجعون كثر يأتون بشكل متواصل إلى مبنى الإدارة، وعلى رغم أن الإدارة افتتحت عدداً من الفروع داخل مدينة جدة لكنها لم تف بالغرض حتى الآن، وإنشاء مبنى آخر غير هذا المبنى القديم المتهالك أصبح ضرورة لا بد من توافرها خلال الفترة المقبلة. وقال «دائماً عند مواجهة أي موظف عن أي عطل داخل مقر المكتب، خصوصاً في تعطل الحواسب فإن الإجابة الوحيدة تكون «الخلل من الرياض»، وهذه الإجابة الوحيدة التي تعد ملاذاً آمناً لدى الموظفين للهرب من تساؤلات المراجعين التي تتكرر بين الفينة والأخرى».