ليس من مصلحة كل من يتغنى بعديد جماهيره أو قوتها الشرائية المبرمجة أن تقوم أية جهة متخصصة بإحصاء ذلك لتكشف صدقية ما يقول أو زيفه عبر دراسة علمية موثقة بالأرقام، لأنه كلما التأم جرحها من الحقيقة جد جرح بإحصاء جديد. أقول هذا بعد الثالثة الثابتة التي اكتسح فيها الهلال الجميع جرياً على عادته، هذه المرة تقولها شركة «إيبسوس» الأميركية التي يبدو أن إعلانها سيشن عليها حرباً ضروساً «بسوساً» تطول كثيراً. وتكون خلالها مادة دسمة لمن جفت مقالاتهم ونضب معينها، فيما لم يعد أحد يستمع لمن بقي منها لو تحدث، ألم تنصب الهلال الأكثر جماهيرية؟ فلتتحمل تبعات ذلك. لكن الأكيد أنه لم يعد من المجدي أو المهم أن تقوم أية جهة كانت بإحصاء أو عد لجماهيرية الأندية، لأن ذلك حسم سلفاً وانتهى منه الهلاليون إلى ما هو أبعد وأهم وهو البطولات وزيادة رقعة الصحراء القاحلة التي تفصلهم عن أقرب منافسيهم. وفي إجرائه تضييع للوقت وهدر للحبر الذي يمكن أن تدوّن به مقالات هواة التشكيك والتكذيب والحديث الممل عن الصدقية التي هم أول من ينكرها ويموت إلا أن يعترف بها ما دامت للهلال. وخير لهم لو انشغلوا بفرقهم وسخروا لها حماستهم المنقطعة النظير في الكتابة عن قضية خاسرة لن تعود عليهم إلا بكثير من الهم ومزيد من الألم. جماهيرية الهلال حسمها تاريخ طويل مشرف مرصع بالذهب يتمازج فيه ماض مجيد بحاضر شامخ حد الإبهار، إنجازات فاقت عمره وبطولات غدت عادة سنوية وسلسلة لا تنقطع من أجيال هممها تلامس السحاب علواً تأبى إلا أن يكون هلالها دائماً في الصدارة. هل من العبث أن يبقى المرء في الظلام الدامس والهلال يسطع حوله؟ أم هل يمكن أن نصدق أن يتجه الشباب لغيره وهو يهديهم الفرح والفخر عاماً بعد عام... ما لكم كيف تحكمون؟ جماهيرية الهلال يا سادة عشق للكيان قبل أن تكون مجرد انتماء للاعب أو مسؤول عندما يرحل يتوقف الدم في العروق وتطوى الصفحات وتتساقط أوراقه وتصفر في جنباته الريح. استفتوا عقولكم وأبصاركم... وإن عميت فاسألوا أهل الإحصاء والتصنيف إن كنتم لا تعلمون. [email protected]