كتبت مقالات عدّة تدعم التحكيم الرياضي السعودي بشكل عام، وحكام كرة القدم بشكل خاص، وطالبت بحمايتهم من كل ما قد يؤذيهم كأشخاص، وكل ما قد يؤثّر فيهم على الصعيد الفنّي في ما يخص قراراتهم التحكيمية، سواء من تصريحات هجوميّة شرسة، أو حتّى تعرّضهم لبعض الهمسات، وهم على أرض الملعب من بعض مسؤولي الأندية قبل وبعد وبين شوطي المباريات التي يديرونها، وغيرها من أمور قد تؤثّر في مسيرتهم التحكيميّة، وعلى مظهر تحكيم كرة القدم السعودية بشكل عام. بل وقمت قبل أيام باقتراح بعض البنود التي من شأنها رفع مستوى الحكم السعودي وحمايته من الاندثار، وذلك لأكثر من مسؤول معني بهذا الأمر، فقد اقترحت ألاّ تتم إناطة أية مباراة من مباريات الدور الأول لدوري زين الممتاز لأي حكم أجنبي والاكتفاء بالحكام السعوديين. ويمكن الاستعانة بالحكم الأجنبي بداية من مباريات الدور الثاني للدوري. وكان اقتراحي هذا مقروناً بضوابط كثيرة تحمي الحكم، وتكافئه بكرم وسخاء، ولكن في الوقت نفسه تحاسبه بحزم وصرامة، اذ انّ هذا هو المبدأ الذي تسير عليه لجان التحكيم الاحترافية في جميع أنحاء العالم! وفي يوم الثلثاء الماضي، كان هناك خطأ تحكيمي فاضح بشهادة جميع النقّاد، بل وبشهادة لاعبي الفريق المستفيد من الخطأ، أهدى فيها الحكم ثلاث نقاط لفريق، وسلب نقطة أو ثلاثاً من فريق آخر، ما جعلني أرسل رسالة لبعض المسؤولين الأعزاء الذين تربطني بهم علاقة، قلت فيها: «نحن نتوقّع أن يخطئ الحكام لأنّهم بشر! ونتوقّع أن يقوموا باحتساب ضربات جزاء فادحة الخطأ بوضوح الشمس! بل ونتوقّع أن يحدث ذلك حتّى في الوقت الضائع (الذي عادةً ما يتحفّظ الحكّام على اتخاذ قرارات مثل هذه فيه بهذه السهولة المفرطة)، وبشكل قريب من الإصرار من الحكم! كل هذا نتوقّعه ولكن نتوقّع أيضاً أن تحدث هذه الأخطاء أمام جميع الفرق بما فيها الفرق الجماهيرية. ونتوقّع أن تتم معاقبة الحكم الذي يتسبّب في خسارة أي فريق بشكل واضح، وذلك بعدم إناطة أية مباراة له لمدّة شهر على الأقل، وإجباره خلال فترة إيقافه على الخضوع لدورات نظرية وعملية لتقويم مستواه، بل وعدم إناطة أية مباراة له يكون طرفها فريق من ضحاياه السابقين وذلك لمدّة شهرين على الأقل إن لم يكن أكثر. ونحن هنا نتحدّث عن خطأ فادح وواضح بشهادة الجميع، بما في ذلك رئيس لجنة الحكّام نفسه! بل وفي توقيت حسّاس. ولا نتحدّث عن خطأ تقديري بسيط! ودفاعنا عن الحكّام وتفهم ظروفهم لا يعني ألاّ تقوم الأندية بالدفاع عن حقوقها وألاّ يتم تفهّم الآخرين لظروفها أيضاً! اذ ان مثل هذه الأخطاء المؤلمة تتسبب في تدمير نفسيات ومعنويات لاعبي وجماهير هذه الفرق، وتجعلهم متوترين ومحتقنين بشكل كبير في لقاءاتهم المقبلة، ويجب أن يتم التصدي لها حمايةً لمستوى الدوري السعودي بل والحكم السعودي وسمعتهما»، انتهت الرسالة. وصلني ردان على رسالتي تلك من اثنين من هؤلاء الأحبّة كانت رسالتيهما شبه متطابقتين يقولان: «بعد ما جرى، هل ترى استمرار الاعتماد على الحكم السعودي حتّى نهاية الدور الأول؟». رددت ب: «نعم وأصر على رأيي. ولكن أرى أيضاً أن يتم تطبيق الضوابط التي يتم تطبيقها على الحكّام الأجانب في بلدانهم! فتطبيق اللوائح التقويمية على الحكّام لا يتعارض إطلاقاً مع إعطائهم حقوقهم ورفع مستوياتهم. فالموضوع ليس شخصياً على الإطلاق!». www.almisehal.net