تعيش الشخصية الدرامية مع الممثل حتى بعد الانتهاء من تصوير دوره التمثيلي، وحتى بعد الانتهاء من عرض الفيلم أو المسلسل التلفزيوني، هذا ما أشار إليه الممثل إبراهيم الحساوي في حفلة أقيمت لتكريمه والمخرج عبدالله آل عياف في نادي العدالة بالحليلة مساء الخميس الماضي بمناسبة فوز فيلم «عايش» بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الخليج السينمائي في نيسان (أبريل) الماضي في مدينة دبي. وقال إبراهيم الحساوي: «إن شخصية عايش التي قام بتمثيلها في فيلم «عايش» مكرّساً خبرة 30 عاماً في التمثيل، ما زالت تسكن في داخله ولم يستطع أن يتخلص منها على رغم مضي نحو عام على انتهاء تصوير الفيلم»، وتحدث بفرح عن شخصية عايش وكيف أنه أحبها وأثرت فيه كونها شخصية مهمشة تعيش في كواليس المجتمع رغم أهميتها وندرتها، فهو حارس لثلاجة موتى، وتواءم مع وظيفته إلى درجة أنه بدأ يخشى الأحياء ويتجنبهم ويخاف منهم. وتناول آل عياف تجربته في كتابة وإخراج فيلم عايش وكيف أنه كان عنيداً في تصويره كما يجب وكما خطط له على رغم كل الصعوبات وضعف الإمكانات، مجيباً عن أسئلة الحضور الذين كان من بينهم ممثلون ومثقفون وشعراء ومصورون في صالة الريف بقرية الحليلة. واشتملت الحفلة أيضاً على تكريم الممثلين الذين التحقوا بدورة إعداد الممثل التي قدمها إبراهيم الحساوي حاملة مقولة: «التمثيل هو ألا تمثل»، موجهة للممثلين المبتدئين والموهوبين الراغبين في دخول مجال التمثيل المسرحي، على القاعة المسرحية لجمعية الحليلة الخيرية من خلال فرقة مسرح نادي العدالة المصنفة رسمياً كفرقة أهلية تحت مظلة جمعية المسرحيين السعوديين. وعن دورة إعداد الممثل التي استفاد منها 25 متدرباً على مدى خمسة أيام قال إبراهيم الحساوي إنها عمدت إلى تكثيف التدريبات المسرحية وتشبعت بالمبادئ الأساسية للممثل والمسرح من خلال طرح المفاهيم الأساسية للمسرح وتعريف المشاركين بأدوات التمثيل المسرحي وتقنياته وإعطاء المشاركين القدرة على الارتجال المسرحي الإبداعي، مع التركيز على اكتساب أسس المسرح كالوقفة المسرحية، والتعرف على نقاط الجسم، والكاريزما المسرحية، وعلى تقسيم خشبة المسرح وكيفية المواجهة وكسر عامل الخجل في الشخصية المسرحية بتطبيق تدريبات مكثفة فعالة. ولفت إلى أنه اعتمد في شرحه النظري على مبادئ المدارس المسرحية المختلفة والمتنوعة والتعريف برموز الإعداد التمثيلي مثل استانسلافسكي وبريخت، وكشفت الدورة عن قدرات المشاركين على مستويات مختلفة كالنفس والجسد والخيال وردة الفعل والتركيز والإحساس لكل مشارك بالتطبيق العملي لمهارات التمثيل على مستوى الصوت والجسد والتأثر الانفعالي، مستفيدين من استعراض مقاطع ومشاهد لمسرحيات وأفلام في الفصل الأخير لكل ورشة يومياً بهدف تثبيت المعلومة النظرية وترسيخ التدريب العملي للمشاركين.