باريس – رويترز - أعلنت إيران أمس، أن الكويت التي تبدي «قلقاً» إزاء سلامة مفاعل «بوشهر» النووي، أبلغتها أنها لن تسمح باستخدام أراضيها في شنّ أي هجوم عليها، مشيرة الى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قبِل دعوة من الرئيس محمود أحمدي نجاد لزيارة طهران «في أقرب فرصة ممكنة». في غضون ذلك، قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، إن بلاده اقترحت على موسكو «إنشاء كونسورسيوم» لإنتاج وقود نووي، على أراضي البلدين، يُستخدم في تشغيل «بوشهر» و»المفاعلات الأخرى التي ستُبنى». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول في المنظمة الروسية للطاقة الذرية (روس أتوم) ان موسكووطهران ناقشتا إمكان إقامة منشأة لتجميع قضبان الوقود النووي من اجل استخدامها في «بوشهر»، مشدداً على تخصيب اليورانيوم في الأراضي الروسية. الى ذلك، قال الرئيس السابق لعمليات التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفنلندي أولي هاينونن، ان إيران تملك مخزوناً من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين. وهاينونن الذي استقال من منصبه «لأسباب شخصية» مطلع تموز (يوليو) الماضي، وستصبح استقالته سارية أواخر الشهر الجاري، رأس منذ تموز 2005 قسم الضمانات في الوكالة، وأشرف على عمليات التفتيش في إيران وسورية. وسينضم الى «مركز بلفير للعلوم والشؤون الدولية» التابع لجامعة هارفرد. ونقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن هاينونن قوله ان مخزون إيران من اليورانيوم ما زال يشكل «تهديداً»، موضحاً أنها تملك الآن 3 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب. وزاد في المقابلة التي أُجريت عشية مغادرته منصبه: «نظرياً، تكفي (هذه الكمية) لصنع قنبلة او قنبلتين نوويتين. لكن أن يشكّل ذلك نهاية المطاف، بامتلاك مواد كافية ل (صنع) قنبلتين فقط، فهذا شأن غير ذي معنى». واعتبر أن ذلك غير كاف ليشكّل ورقة مساومة في أي مفاوضات مع الولاياتالمتحدة. وأضاف أن تقدير واشنطن حول حاجة طهران الى سنة لتحويل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى مواد مرتفعة التخصيب، لم يكن «سيئاً». الى ذلك، بثت قناة «العالم» الإيرانية بأن الكويت أبلغت إسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، والذي زار الكويت أخيراً، أنها «لن تسمح باستخدام أراضيها في ضرب إيران أو المس بها»، مشيرة الى ان «الكويت شددت على أن إيران دولة جارة، لها ثقلها في المنطقة، ويصعب تجاوزها في أي ترتيبات أمنية». وأضافت ان مشائي سلّم الشيخ صباح الأحمد رسالة من نجاد «تضمنت تطمينات للكويت بأن مفاعل بوشهر ذو طابع سلمي». ونقلت القناة عن مشائي قوله: «على رغم ان الملف النووي لم يكن بين المسائل الأساسية التي نوقشت خلال اللقاء، فإن أمير الكويت اطّلع على إيجاز حول برنامجنا النووي، وأسباب معارضة الولاياتالمتحدة نشاطاتنا ذات الطابع السلمي، ولا صحة لكلّ ما يقال عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن انحراف في برنامجنا». وأشار الى انه قدّم للشيخ صباح دعوة رسمية من نجاد لزيارة إيران، موضحاً أنها «لقيت ترحيباً منه، معلناً رغبته في تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة». على صعيد آخر، أفادت مواقع إلكترونية مؤيدة للإصلاحيين بأن السلطات الإيرانية منعت وسائل الإعلام المحلية من ذكر قادة المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي، أو نشر صور لهم. وعزت القرار الى ضرورة الحفاظ على «مناخ هادئ» وتجنب «التأثيرات السلبية» للمعارضة.