طهران، الكويت، الرياض – أ ب، رويترز، ا ف ب – طالبت الكويت إيران ب «تطمينات» إضافية في شأن سلامة مفاعل «بوشهر» النووي القريب من أراضيها، فيما أكدت طهران أنها لا تعتبر الكويت «تهديداً» لها، لكنها انتقدت قرار واشنطن بيعها أحدث طراز من صواريخ «باتريوت». في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أن وزراء خارجية دول المجلس سيعقدون اجتماعاً في جدة مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، لمناقشة «ملف العلاقات بين دول المجلس وإيران وتطورات أزمة ملفها النووي، في ضوء تشغيل مفاعل بوشهر»، إضافة الى مسائل أخرى بينها ضرورة تسوية ملف الجزر الإماراتية الثلاث «بالطرق السلمية مع إيران». الى ذلك، حذر الجنرال علي فضلي مساعد قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) «أعداء» بلاده من أن يشكلوا «أي تهديد ضدنا في الخليج الفارسي»، قائلاً: «عليهم ان يدركوا جيداً أن الأمن في الخليج، إذا لم يتحقق لنا، لن يكون للآخرين أيضاً». جاء ذلك فيما أعلنت إيران أنها أطلقت بنجاح صاروخ أرض - أرض قصير المدى يشكل الجيل الثالث من صواريخ «فاتح - 110»، معتبرة انه «لا يشبه أي صاروخ في العالم». كما شددت على أن «اكتشاف اليورانيوم واستخراجه» يشكلان «الأولوية الأكبر أهمية بعد تدشين مفاعل بوشهر» . وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح: «جاءتنا تطمينات إيرانية، وأخرى روسية، مفادها ان التكنولوجيا المستخدمة في هذه المحطة (المفاعل) على أعلى مستوى». وأضاف: «أبقى قلقاً من وجود محطة نووية قريبة جداً مني، بصرف النظر إذا كانت في إيران أو في أي موقع آخر. لذلك نريد أن نطمئن الى أن التكنولوجيا المستخدمة هي أحدث المستويات». وأفادت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح التقى اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والذي سلّمه رسالة خطية من نجاد تتناول «العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها، والمستجدات الإقليمية والدولية». في الوقت ذاته، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن محمد أبو الحسن مستشار أمير الكويت، قوله خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في طهران أمس، إن «إيران من الركائز المهمة في إحلال الأمن والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط». وأضافت انه «أشاد بالمواقف المشرّفة لطهران خلال احتلال (العراق) الكويت»، مؤكداً نية بلاده «تعزيز العلاقات» مع إيران. وأشار متقي الى «السياسة المبدئية التي تنتهجها إيران، والمرتكزة على تطوير العلاقات الأخوية مع الكويت»، مذكّراً ب «دعم إيران للكويت أثناء احتلالها». وأكد «عزم المسؤولين في البلدين على تعزيز العلاقات الشاملة بينهما». وكان أبو الحسن التقى نجاد وسلّمه رسالة خطيّة من أمير الكويت، مؤكداً ان «الظروف تتطلب من إيران والكويت، الارتقاء بمستوى التنسيق بينهما لتحسين أوضاع المنطقة»، كما أوردت وكالة أنباء «مهر»، مشيراً الى «دور إيران المؤثر في القضايا الإقليمية». أما نجاد فشدد على أن «الثقة الكاملة موجودة بين إيران والكويت». في المقابل، انتقد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي قرار واشنطن بيع الكويت أحدث طراز من صواريخ «باتريوت»، قائلاً: «تسعى أميركا الى إيجاد مناخ من الخوف من إيران، من خلال تركيب أنظمة (تسلّح) جديدة في المنطقة، لا حاجة لها». وزاد: «صواريخنا لا علاقة لها بالكويت التي لا نعتبرها تهديداً لإيران، وتربطنا بها علاقات ودية».