علمت «الحياة» من مصدر في «أوبك» أمس، أن السعودية تدرس منذ آب (أغسطس) الماضي في شكل معمق مستجدات السوق العالمية للنفط، لوضع سيناريوات تتيح عودة التوازن بين العرض والطلب، وإزالة فائض المعروض. وعشية الاجتماع غير الرسمي ل «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) المقرر في الجزائر، على هامش مؤتمرٍ لمنتدى الطاقة الدولي يُفتتَح غداً الثلثاء، وإعلان رئيس المنظمة وزير الطاقة القطري محمد السادة أن الاجتماع هو للتشاور، أكد المصدر أن إيران عطّلت المساعي السعودية بمطالبتها بحصة تبلغ 4.1 مليون برميل يومياً، في حين ارتفع إنتاجها إلى 3.6 مليون برميل يومياً بعد رفع عقوبات دولية عنها إثر تسوية ملفها النووي مع الغرب. وأشار المصدر إلى أن فريقاً تقنياً سعودياً قدّم في اجتماع ضمّه في فيينا الجمعة إلى مسؤول تقني إيراني، في حضور ممثلي الجزائروقطر في «أوبك» والأمين العام للمنظمة محمد باركيندو، عرضاً بأن تخفّض المملكة إنتاجها الذي بلغ في آب 10.6 مليون برميل يومياً إلى 10.1 مليون وهو مستوى الإنتاج النفطي السعودي في كانون الثاني (يناير)، إلى جانب خفض بأربعة في المئة يتوزّع نسبياً على إنتاج الإمارات والكويت وغيرهما، واستثناء إيرانونيجيريا وليبيا لتتمكن من الإنتاج بطاقتها الحالية، وهي صيغة كفيلة بإزالة الفائض في السوق. ولفَتَ المصدر إلى أن استعداد السعودية لتجميد موقت للإنتاج لفترة بدءاً من 1 تشرين الأول (أكتوبر)، لا يعني منع الدول من الاستثمار في طاقاتها الإنتاجية، ولا يشكل حصصاً إنتاجية نهائية تُستخدَم مستقبلاً كأساس لتقرير إنتاج الدول، بل هو ترتيب موقت لسنة، يمكّن السوق من استعادة توازنها وإزالة الفائض. وتنال نيجيريا وليبيا وإيران في هذا السيناريو الحق في الإنتاج بأقصى قدراتها المحققة بين كانون الثاني وآب، وتبلغ 3.5 - 3.6 مليون برميل يومياً لإيران، و1.8 - 2.3 مليون لنيجيريا، و390 ألفاً لليبيا. وهذا يعني إزالة 700 ألف إلى مليون برميل يومياً من فائض المعروض في السوق لفترة سنة. وبعد الاجتماع التقني في فيينا، تبيّن أن إيران مصرّة على حصة لها تساوي 4.1 مليون برميل يومياً، ما يشير إلى توجه لتعطيل أي اتفاق خلال اجتماع «أوبك» في الجزائر، وتحمّل طهران مسؤولية استمرار تدني أسعار النفط. وستواصل الدول الأعضاء في المنظمة اتصالات حتى الاجتماع الوزاري الدوري ل «أوبك» (فيينا) في 30 تشرين الثاني (نوفمبر). وفي كانون الثاني، تتسلّم السعودية من قطر الرئاسة الدورية للمنظمة. وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، الذي اجتمع خلال الشهر الجاري في باريس إلى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح ونائبه الأمير عبدالعزيز بن سلمان وباركيندو للإعداد لمؤتمر الجزائر، قال في مؤتمر صحافي عقده أمس في الجزائر: «لن نخرج صفر اليدين من اجتماع منتجي النفط... في كل الحالات سيكون هناك قرار في نهاية اجتماع أوبك» (بعد غد) الأربعاء. وزاد أن «الجزائر ستبذل كل ما في وسعها لإنجاح هذا الاجتماع المهم».