يحتضن مركز محمود سعيد للمتاحف في الإسكندرية معرضاً فنياً لأربعة فنانين مصريين في مجال التشكيل والنحت، وهم عبد الرازق محمد وحامد جبريل ولطفي حمادة ومحمود جبر. الفنانون الأربعة لهم تجربة فنية مهمة تستحق الدراسة، ومعرضهم يضم مجموعة متميزة من القطع الفنية يتجلى فيها العشق للكتلة والفراغ المحيط بها في شكل تبرز فيه هموم الفنان التشكيلية على نحو لافت ومتنوع. ويشير رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري الفنان محسن شعلان الذي افتتح المعرض أنه يحمل بين طياته إبداع جيل من كبار النحاتين المصريين الذين تحمل تجربتهم الفنية مقداراً من الصدق الكامل والإنسانية المتمثلة فى القطع التي تكاد تنطق رغبة في تذويب الحدود والخطوط المتصلة للانطلاق من القيود الأكاديمية التي عكفوا على دراستها وتدريسها طوال حياتهم الفنية، إذ أن الفنانين الأربعة هم أساتذة في كلية الفنون الجميلة – جامعة الإسكندرية. ويؤكد شعلان أن كل عمل قدمه المبدعون الأربعة يمثل عصارة جهد أثقلتها التجربة والخبرة والممارسة فخرجت الأعمال النحتية المعروضة بطابع خاص. اهتم لطفي حمادة بالبناء في الشكل واستخدم الفنان عبد الرازق السيد الاتجاه التجريدي المركب الذي يعبر عن المواضيع الخاصة بالإنسان والمتغيرات التي تحيط به، بينما امتازت أعمال حامد جبريل بطابع خاص تميز بالصلابة والبنية القوية التركيب على رغم أنه شديد البساطة في حين قدم محمود جبر معادلة فنية ممزوجة بلا نشاز أو تفكك مستخدماً خامة الرخام والجرانيت في تكوينات مترابطة البناء». ويوضح عبد الرازق أن كل فنان يحب استخدام الخامات القريبة اليه والتي تعبر عنه وعن فنه، ويقول: «أعمالي المعروضة هي من النحاس والبرونز في مختلف الخامات والتكنيكات». أما الفنان محمود جبر فهو غزير الإنتاج إذ تقوم اعماله على نوع من تحرير الطبيعة وهو من المهتمين بأثر الخامة على الشكل النحتي في ظل اتجاه أعماله نحو التجريد وان كان يحافظ على خيط الاتصال بين العمل الفني ومصادره فى الطبيعة لإيجاد توافق بين المسطحات النحتية والكتلة والضوء الذى يقع». ويقول لطفي حمادة: «استمد مواضيع أعمالي من الطبيعة وتكويناتها ومن روح التراث والموروثات المختلفة مع ربط التكوين وعناصره بفن النحت مع تطويع الخامات المختلفة لإنتاج عدد من الكتل تحاكي في تراكيبها براءة الطبيعة وغرابتها». عاش حامد جبريل فى الأماكن الشعبية والبدوية بين الوديان والجبال والمؤثرات الشعبية والعادات والتقاليد الخاصة بهذه المناطق ما كان له الأثر المباشر فى تنمية النواحي الحسية. وهو يميل في أسلوبه إلى ابراز القيم الملمسية للأسطح لدرجة الاقتراب من النقوش السطحية وإلى البحث فى الأعمال الإسلامية المرسومة أو النقوش النحاسية والأخذ بها فى ايجاد علاقات نحتية اسلامية معاصرة.