لم يدر بخلد الشاب عبدالله المسلم أن يصلي التراويح في جوٍ منعش شبيهٍ بأجواء «الكوفيهات»، إذ هيأ القائمون على جامع الملك خالد في أم الحمام ساحة مفتوحة للمصلين وملأوها برشاشات الرذاذ لتضفي جواً ممتعاً في صلاة التراويح. بدلاً من أن تكتظ ساحات المسجد الداخلية بالمصلين، أصبحت «السرحة» هي الأخرى تشهد ازدحاماً قبل الصلاة، إذ يتنافس المصلون ليأخذوا مكاناً لهم في الخارج، بدلاً من الساحة الداخلية المغلقة. مشاري الهويمل فضّل أن يصلي داخل المسجد، في حين أن زميله بدر السنيدي فضل أن يصلي في «السرحة»، وما إن شرع القارئ خالد الجليل في صلاة التراويح، حتى سئم الهويمل من كثرة المصلين وقلة الهواء، فبدأ يتلفت خلفه عله يجد المكان مهيئاً للصلاة في «السرحة» المحلاة بالرذاذ لكنه تثاقل حينما رأى المسجد مكتظاً بالمصلين، في حين أن زميله السنيدي كان منشرح الصدر وهو يصلي في أجواء روحانية وصوت الإمام «الرخيم» كما يصفه يملأ الأجواء ويعطي سكينة للمصلين. من جانبه، اعتبر الداعية الإسلامي عبدالعزيز الغنام أن هذه الخطوة تسهم في جذب المصلين، ولها دور في الخشوع وأشاد باهتمام القائمين على المسجد بهذا الأمر، في الوقت الذي تعاني بعض المساجد من قلة العناية وقال: «إن أوجب الواجبات الاهتمام الكامل بالمساجد فهي بيوت الله في الأرض، وهي مدرسة الإسلام والمسلمين الأولى. وإن العناية ببيوت الله بناءً وتشييدًا وصيانة وترميمًا وتعطيراً، وتزويدها بما تحتاج إليه من مرافق وخدمات، هو العلامة الواضحة للمجتمع المسلم الذي يعيد مسيرة السلف الصالح، وأمارة من أمارات الإيمان الصحيح، وعلامات اليقين المتمكن». وطالب الغنام الأئمة بالاعتناء بالمساجد وترتيب ما فيها من فرش ونحوها، موضحاً أن هذا الأمر محمود ومرغّب فيه، وفاعله مثاب عند الله على هذا العمل الصالح، إذ أمر الله تعالى بتعظيم المساجد في قوله: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ».