كشفت النتائج الرسمية الأولية للانتخابات الأردنية التي أجريت الثلثاء، بمشاركة حزب «جبهة العمل الإسلامي» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» الأم والقوى والتيارات السياسية كافة، عودة المعارضة الإسلامية تحت قبة البرلمان. وأفادت تسريبات أولية من غرف عمليات «التحالف الوطني للإصلاح» بقيادة حزب «جبهة العمل الإسلامي» وقيادات مسيحية وشركسية ومتقاعدين عسكريين، بنجاح التحالف بنحو 17 مقعداً، علماً أن النتائج الرسمية النهائية لم تعلن بعد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن القيادي في «الإخوان» زكي بني ارشيد قوله: «نحن سعداء فعلياً بالنتائج الأولية المعلنة حتى الآن. نحن نتحدث عن 16 مقعداً شبه مؤكد، ومازلنا نتنافس على بعض المقاعد أيضاً». وأضاف: «هدفنا كان 15 مقعداً وهذا معقول (...) توقعاتنا أن نصل لغاية 20 مقعداً». ورأى بني ارشيد أنه على «رغم بعض الملاحظات والخروقات البسيطة التي سجلت، تبدو الأمور جيدة ومعقولة جداً». وأضاف: «نحن راضون بمستوى الإقبال على الاقتراع من ناخبي مرشحي التحالف الوطني للإصلاح». وذكرت مصادر رسمية ل «الحياة» أن السلطة أبدت ارتياحها ل «استعادة الثقة بالعملية الانتخابية عبر إدارة الهيئة المستقلة للانتخاب، مع غياب التدخلات الرسمية المباشرة». وهو ما ذهب إليه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال خطابه الثلثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتزامن مع بدء ظهور النتائج الأولية للانتخابات، التي ربطها بالتحديات الإقليمية بقوله إن «إنجاز الانتخابات النيابية في هذه الظروف انتصار حقيقي للأردن». وتشير التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات إلى سيطرة القوى التقليدية في مناطق المحافظات البعيدة ومدن الأطراف، وعودة تيار الغالبية المحافظ إلى البرلمان، «الأمر الذي سيسمح باستقرار تصويت المجلس لأي قرارات تطلبها المؤسسة الرسمية»، بحسب ما رأى النائب والوزير السابق ممدوح العبادي. وأمام استعادة المعارضة الإسلامية مقاعدها في البرلمان، وبصرف النظر عن عدد المقاعد، اعتبر مراقبون أن «شكل المجلس المقبل شهد تغيراً واضحاً، تمثل في تشكل لون سياسي جديد من خلال تيار ليبيرالي يقوده المعارض النائب خالد رمضان الذي تزعم قائمة الدولة المدنية في الانتخابات، فضلاً عن عودة المعارضة الإسلامية». وجاءت النتائج مفاجئة للتيار الإسلامي أيضاً، خصوصاً في ما يتعلق بمقاعد السيدات، حيث رجحت مصادر داخل «التحالف الوطني للإصلاح» أن تفوز أكثر من مرشحة خارج الكوتا النسائية، كما سجلت النائب هدى العتوم في محافظة جرش، فيما حصلت القيادية في «جبهة العمل الإسلامي» ديمة طهبوب على المركز الثاني في دائرة عمان الثالثة وفازت بمقعد الكوتا النسائية عن دوائر عمان الخمسة، متفوقة بذلك على النائبين السابقين الأمين العام لحزب الشعب الديموقراطي (حشد) عبلة أبو علبة والأمين العام لحزب «أردن أقوى» رولى الحروب، والبرلمانية السابقة ريم بدران. واندلعت احتجاجات شعبية بعد إعلان رسوب أقطاب نيابية وشخصيات بارزة مثل رئيس مجلس النواب الأسبق سعد هايل سرور والنائب المخضرم محمود الخرابشة والنائب مصطفى الحمارنة، خصوصاً بعدما أقرت الهيئة المستقلة للانتخابات بسرقة 10 صناديق انتخابية في دائرة البادية الوسطى، وإعادة الانتخابات فيها السبت المقبل. ورجحت مصادر مطلعة حصول تغييرات في مواقع قيادية بعد إعلان النتائج النهائية وقبل انتهاء تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تزامناً مع افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الأردني، على أن يحتفظ رئيس الحكومة هاني الملقي ورئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بموقعيهما.