من بعلبك وزحلة في البقاع، طرابلس والقلمون في الشمال، فعاليه، فالدورة، المشهد واحد قبل ظهر أمس: زحمة سير وإقفال طرق بالفانات والباصات. والسبب اعتصام السائقين العموميين تنفيذاً لقرار اتحادات ونقابات قطاع النقل البري، احتجاجاً على «صفقة تلزيم المعاينة الميكانيكية ونية زيادة الرسوم» كما يقول ممثلو النقابات الذين ساروا بتظاهرتين سيارتين، الأولى من الشمال باتجاه الدورة - رياض الصلح والثانية من الجنوب باتجاه الكولا - بيروت وسط إجراءات أمنية اتخذتها قوى الأمن الداخلي وفوج إطفاء بيروت. وتوقفت الصهاريج على أوتوستراد الدورة ورفعت اللافتات والأصوات، رفضاً «للسرقة الحاصلة في صفقة المعاينة الميكانيكية». ولعلّ موقفَي رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام من الموضوع زادا من إصرار المعتصمين على تصعيد تحركهم، فأكد عضو نقابة أصحاب الصهاريج فادي بوشقرا «إننا ذهبنا نبكي للرئيس سلام فامتعض حتماً مما يحصل وقال لنا الرئيس بري تحدثوا باسمي وارفضوا زيادة الرسوم». ومن الدورة، توجّه أصحاب الصهاريج بتظاهرة إلى ساحة رياض الصلح في قلب بيروت، حيث أقفلوا شارع المصارف، بآلياتهم التي رفعت عليها لافتات: «توقفوا يا مصّاصي الدماء»، «باسم الرسوم وزيادتها تشرع سرقتنا»، «تعلموا العطاء» بانتظار التظاهرة الثانية للشاحنات والباصات. وعددوا أبرز مطالبهم على لافتة كبيرة وضعت في المكان، رافضين «رفضاً قاطعاً قرارات إفقار الشعب وتجويعه ونهب الشركات المال العام» ومطالبين بإعادة مراكز الميكانيك إلى الدولة. وأكدوا أنهم ينتظرون التجاوب معهم «وإلا ننذر بإضراب شامل وعام». وأعلن رئيس «اتحاد نقابات النقل البري بسام طليس» عن تحرك واعتصام أمام مراكز المعاينة ومراكز مصلحة تسجيل السيارات في مختلف المناطق الأربعاء المقبل، مؤكداً «أننا لا نسمي أحداً بالتّهم التي أطلقناها ومن يجد نفسه معنياً بصفقة ميكانيكية خلافاً للقانون هو المسؤول». أما في صيدا، فلم يلتزم السائقون الاعتصام ولم تسجل أي تجمعات في المدينة وبدت الحركة طبيعية.