لندن - يو بي أي - أعلن الطبيب الشرعي الذي أجرى تشريح جثة خبير الأسلحة العراقية لدى وزارة الدفاع البريطانية ديفيد كيلي الذي شكك في مبررات غزو العراق، أن الأخير مات منتحراً عام 2003. وأبلغ نيكولاس هانت الذي يعمل لدى وزارة الداخلية البريطانية صحيفة "صندي تايمز" اليوم الأحد أن وفاة كيلي "كانت حالة تقليدية للإصابة الذاتية"، لكنه قال انه سيرحّب بفتح تحقيق كامل حول ملابسات وفاته. وقال هانت "لم يعثر على أي آثار قتل طوال الساعات الثماني التي أمضاها في تشريح جثته وخلص إلى أن وفاته نجمت عن الانتحار من خلال قطع شريان معصمه، وشعر بالأسف على الطريقة التي عومل بها من قبل الحكومة". وأضاف الطبيب الشرعي لوزارة الداخلية البريطانية "أن اثنين من الشرايين التاجية الرئيسية لخبير الأسلحة كيلي كانا أضيق من المعتاد وبنسبة تتراواح بين 70 إلى 80 في المئة، وأن مرض قلبه كان شديداً للغاية إلى درجة أنه كان قادراً على إنهاء حياته في أية لحظة". وأشار هانت إلى أن ثلاثة عوامل ساهمت في وفاة كيلي بعد إقدامه على قطع رسغه "تضيق الشرايين، ومرض القلب، وتناول جرعة زائدة من مسكنات الألم". وعُثر على جثة كيلي، المفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل لدى الأممالمتحدة، في غابة بالقرب من منزله في مقاطعة أوكسفوردشاير عام 2003 بعد فترة وجيزة من الكشف عن أنه كان مصدر تقرير شكك بالمبررات التي ساقتها حكومة طوني بلير لتبرير مشاركة بريطانيا في غزو العراق. وأمر بلير وقتها اللورد هاتون بدلاً من قاضي الوفيات المشتبه فيها بفتح تحقيق، خلص لاحقاً الى أن العالم كيلي (59 عاماً) انتحر بقطع رسغه بسكين حادة. وصدرت مجموعة من الدعوات تطالب بإعادة فتح قضية ملابسات وفاة كيلي، كان آخرها من مجموعة من الأطباء البريطانيين شككت في الرواية الرسمية بأنه توفي منتحراً. وأبدى النائب العام البريطاني دومينيك غريف الأسبوع الماضي استعداده للتدخل في الجدل الدائر حول ملابسات وفاة كيلي، وأقر بأن المشككين في فرضية انتحاره قد يكونون على حق.