أثار نيكولا ساركوزي اليوم (الثلثاء) جدلاً جديداً حول الهوية الوطنية أثناء حملته لتمثيل اليمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في العام 2017، بعد تأكيده أنه ما إن يحصل المهاجر على الجنسية الفرنسية يصبح «أجداده (تلقائياً) غاليين»، نسبة إلى بلاد الغال. وصرح رئيس الجمهورية الفرنسي السابق (2007-2012) «إذا أراد المرء أن يصبح فرنسياً، فعليه أن يتحدث الفرنسية، وأن يعيش كالفرنسيين (...) ما إن تصبحوا فرنسيين فإن أجدادكم (تلقائياً) غاليون». واعتاد ساركوزي الإدلاء بتصريحات تثير الصدمة فيما يتهمه خصومه بالسعي إلى جذب ناخبي حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتشدد مستغلاً ملف الهجرة. وذكر ساركوزي بأن والده مجري وجده لوالدته يوناني، مضيفاً أنه على رغم ذلك لم يدرس تاريخ المجر واليونان، منتقداً «آلية الدمج المعطلة» في فرنسا ومطالباً ب «استيعاب» الأجانب الذين يريدون أن يصبحوا فرنسيين. ولكن فكرة حصر أصول مجمل الفرنسيين بالشعوب الكلتية (السلتية) التي استوطنت بلاد الغال قبل الميلاد بقرون عدة، أثارت استهجان شخصيات من مختلف التوجهات، لا سيما وأن تلك الشعوب باتت تتمثل في الفكر العام عبر سلسلة «مغامرات استريكس الغالي» للقصص المصورة. لذا تحدث برونو لومير أحد خصوم ساركوزي في الانتخابات التمهيدية لليمين عن جدة لوالده برازيلية وجد أقام في الجزائر، مضيفاً «مع جميع هذه الجذور أشعر بأنني فرنسي كلياً وبشكل تام وبكل فخر». وأضاف أن «فرنسا ثقافة قوية إلى حد قدرتها على الانطباع بثقافات أخرى من دون الانتقاص قيد أنملة منها، أي أنها تاريخ وذاكرة وتسلسل زمني تاريخي مذهلة إلى أقصى الحدود». واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي عقب تصريحات ساركوزي إذ توالت النكات والمقارنات بقصص «مغامرات استريكس الغالي». وعلقت وزيرة التربية الوطنية نجاة فالو- بلقاسم «علينا إعطاء درس تاريخ لساركوزي، ويبدو أنه بأمس الحاجة إليه». وأوضحت في تصريح لقناة «آي تيلي»: «طبعاً يشمل أجدادنا الغاليون، لكن أيضاً الرومان والنورمانديون والكلتيون والبرغنديون»، وتابعت «مع الوقت ضمت فرنسا أراض ٍأخرى. انضم إلينا أهل نيس والكورسيكيون وأهل فرانش كونتي والغوادلوب والمارتينيك ومن ثم لاحقاً عرب وإيطاليون وإسبان، هذه هي فرنسا (...) لا للانكفاء».