باريس - أ ف ب - ما زال ألبير أوديرزو، الذي يحتفل الأربعاء بعيد ميلاده ال85، يتابع بدقة الإعداد لألبوم «أستريكس» الجديد الذي بات الآن بين أيدي أصدقاء منذ توقفه عن الكتابة. ويؤكد مبدع القصص المصورة وبطلها الصغير من بلاد الغال: «ما زلت أشرف على كل شيء عن كثب». ويقول أوديرزو، اليقظ أبداً: «أستريكس ما زال حياً! وأنا لم اتقاعد بعد. أنا بصحة جيدة، وإن كنت أقل نشاطاً بسبب السن، لكنني أشرف على كل ما يتعلق بشخصية أستريكس عن كثب، وكل ما ينجز تمهيداً لإطلاق الألبوم المقبل». ويوضح الفنان، الذي ولد في عائلة مهاجرين إيطاليين، أن العمل على الألبوم الجديد يتقدم، «ويتولاه فريق جيد، مع أن المؤلفين الجدد أبطأ، وهذا طبيعي، يبدو أنه من الصعب الرسم مثلي». ويؤكد: «أعطي رأيي، أصحح وأصوّب، أنا متطلب جداً!»، ويضيف: «نأمل أن يصدر الألبوم نهاية العام الجاري». مؤلف القصص المصورة جان-إيف فيري، الذي يتعاون مع استديوهات ألبير-رينيه منذ سنوات، وهو صاحب كتاب «ديغول آ لا بلاج» و «روتور آ لا تير»، تسلم المشعل بمساعدة الرسام فريدريك ميباركي الذي يقف وراء كل المؤثرات البصرية في المنتجات المشتقة عن «أستريكس». وتعود سلسلة القصص المصورة إلى أكثر من 50 سنة، أصدرت خلالها 34 ألبوماً، حققت نجاحاً هائلاً ويسعى القيّمون إلى تنشيط مجدها الذي أدمنت عليه أجيال من القراء صغاراً وكباراً، «وهذا أمر خطر، لكن يجب المغامرة لأن هذه رغبة القراء»، كما قال أوديرزو في أيلول (سبتمبر) الماضي لدى دار «هاشيت ليفر» التي كانت تحتفل ببيع 350 مليون ألبوم من «أستريكس وأوبيليكس». وهل سيحتفل أوديرزو بميلاده الخامس والثمانين بحفاوة، على طريقة موائد الطعام الشهيرة في مغامرات «أستريكس»؟ يقول أوديرزو: «أنا وزوجتي لم نعد نرغب في الاحتفال بعيدي ميلادنا. فكل أصدقائنا رحلوا. لم نعد نشعر بلذة الاحتفالات». ويضيف: «لم يعد لدينا علاقة مع ابنتنا ومع حفيدينا البالغين 23 و15 سنة. الأمر مؤلم فعلاً». وبدأ الخلاف بين اوديرزو وابنته عندما اشترت «هاشيت ليفر» غالبية رأسمال ألبير-رينيه، الذي استثمر العام 2008 باتفاق لإصدار تسعة ألبومات عن مغامرات «أستريكس». واحتفظت سيلفي أوديرزو يومها بنسبة 40 في المئة من الحصص، باعتها بعد ذلك الى «هاشيت» التي باتت تمتلك «الكاتالوغ» كاملاً. وهي تعتبر أن والدها كان هدفاً لأشخاص يريدون السيطرة على ثروته وتقدمت بشكوى ضد مجهول. ويقول اوديرزو: «سيخلص التحقيق قريباً إلى انعدام الأسباب الموجبة لإقامة دعوى». في آب (اغسطس) 1959، ابتكر الثنائي غوسيني وأوديرزو شخصية «أستريكس»، خلال جلسة على شرفة شقة في بوبينيي حيث كان الرسام يقيم. في 29 تشرين الأول (أكتوبر) التالي، ظهرت شخصية «أستريكس» في مجلة «بيلوت» حيث كان أوديرزو يرسم، وحققت القصص المصورة نجاحاً مدوياً. وأحبطت فاة رينيه غوسيني، العام 1977، أوديرزو، لكنه قرر الاستمرار على رغم ذلك. ويوضح: «استاء البعض، لكن عددهم لم يكن كبيراً، الكثير من السلسلات تواصلت من دون مؤلفيها التاريخيين». وقبل الألبوم الجديد، سيكون محبو «أستريكس» على موعد مع بطلهم الصغير في خريف العام 2012 في فيلم لوران تيرار «أستريكس وأوبيليكس في خدمة جلالته»، مع جيرار دوبارديو في دور «أوبيليكس» وإدوار بار في دور «أستريكس». وقال أوديرزو: «سأمنع إنجاز أي فيلم (من السلسلة) من دون جيرار دوبارديو، إنه يجسد أوبيليكس فعلاً!». وترجمت مغامرات «أستريكس» المقدام إلى 111 لغة، وهو يبقى ظاهرة فريدة من نوعها في عالم القصص المصورة، مع منافسه «تان تان».