يؤكد واضعا الأعمال الكاملة للفنان ألبير أوديرزو قبل “أستريكيس” أن “أوديرزو هو أكبر رسام في العالم”، وهما أنجزا “عملاً جباراً” من خلال الأبحاث وأعمال الترميم للمخطوطات الأصلية، على ما يؤكد الفنان نفسه البالغ 85 عاماً، والذي ترك فيه ذلك أثراً عميقاً. ويؤكد ألبير أوديرزو “إنه شرف عظيم لي وتجربة فريدة من نوعها في فرنسا.. أنا فخور بأني تسببت في ذلك من خلال عملي. إنه عمل جبار حققه معجبان مجنونان كما أسميهما. قلة من الرسامين حصلت على تكريم كهذا”. وقام فيليب كوفان، وألان دوشين، وهما شغوفان جداً بعمل أوديرزو، بالبحث وترميم المخطوطات والرسوم الأصلية لكتاب “أوديرزو.. الأعمال الكاملة 1941-1951 (عن دار أور كوليكسيون) الذي يصدر في 11 أكتوبر. وكتب الرسام مقدمة الكتاب وفتح لهما أرشيفه الخاص. ويقول ألان دوشين “بالنسبة لنا ألبير أوديرزو أكبر رسام في العالم، فأسلوبه الذي يجمع بين الواقعية والفكاهة لا مثيل له”. ولد “بيبير” كما يلقب أوديرزو في 25 أبريل 1927 في شمال شرق فرنسا، وبدأ يرسم في سن الثالثة. كانت موهبته مبكرة جداً. وهو مصاب بالدالتونية (عمى الألوان) وقد واجه بعض المشاكل الصغيرة بسبب ذلك “عندما كنت ألون أحصنة باللون الأخضر أحياناً” على ما يقول. ويضيف “لقد ولدت مع ستة أصابع في كل يد”، وتم تصحيح هذا الخلل من خلال عملية جراحية عندما كان رضيعاً. شقيقه الأكبر برونو تنبه لموهبته، وجعله ينضم إلى دار “سوسييتيه باريزيين ديديسيون”. يقول أوديرزو “هنا كونت خبرتي الأولية. كنت حينها متأثراً كثيراً بالقصص المصورة الأمريكية”. وتعود أولى إصداراته إلى العام 1941 في ملحق لمجلة “جونيور”. كان يومها في سن الرابعة عشرة. وخلال الحرب انضم إلى شقيقه في منطقة بريتانيه، حيث كان يختبئ للإفلات من خدمة العمل الإلزامي (إس تي أو). ويوضح أوديرزو “عندما أتتنا مع رينيه غوسيني فكرة الغالي (أستريكس)، تركني أختار الإطار، كان ينبغي أن يكون على شاطئ البحر. لم أكن أعرف إلا بحر منطقة بريتانيه. لذا اخترنا أن تكون بلاد أستريكس في أرموريك! (في منطقة الغال الفرنسية)”. لكن قبل مغامرات أستريكس كان أوديرزو قد أنتج مئات الرسوم. ويؤكد “في تلك الفترة كنت أعمل بجهد كبير من الخامسة فجراً، وحتى منتصف الليل يومياً. كنت أعمل في المجال الصحافي، ولم أكن أتقاضى كثيراً من المال”. وبفضل كتاب الأعمال الكاملة هذا الذي ستضاف إليه أربعة أجزاء أخرى (الجزء التالي سيشمل السنوات بين 1951-1953) “اكتشفت أشياء نسيتها كلياً” على ما يقر أوديرزو. ويقول واضعا الكتاب “أردنا أن نظهر أن أستريكس لم يأت وليد الصدفة. لقد كان أوديرزو يومها على قمة الرسم الفكاهي”. وسيكتشف القراء في هذا الجزء الأول الرسوم التي وضعها الفنان في طفولته، وأولى قصصه المتسلسلة المخصصة للشباب. كذلك يضم هذا الجزء رسومه لصحيفتي “فرانس ديمانش”، و”فرانس سوار”. وبالتزامن يقام معرض حول أوديرزو يستمر حتى 28 أكتوبر في غاليري “أوبليك” في باريس. ووضع الثنائي غوسيني وأوديرزو شخصية استريكس في أغسطس 1959. وقد بيع حتى الآن أكثر من 325 مليون ألبوم من هذه المغامرات في العالم. توقف أوديرزو عن الرسم الآن، إلا أن ألبوماً جديداً عن مغامرات أستريكس يحضر الآن تحت إشرافه. أ ف ب | باريس