تواصلت احتجاجات المواطنين اللبنانيين على أزمة الكهرباء المتمادية، وتكررت عمليات احراق الاطارات المطاطية وقطع الطرق وآخرها في شتورا والمصنع في البقاع والنبطية الفوقا في الجنوب. وتواصلت امس ايضاً الردود على كلام باسيل قبل أيام عن التعديات وانقطاع الكهرباء، وأكد وزير التربية حسن منيمنة في حديث الى «صوت لبنان» أمس، أن «اعطاء الموضوع الصبغة الطائفية غير مستحب». ورأى ان التحركات الاحتجاجية على انقطاع الكهرباء «قسم منها عفوي وهناك قسم آخر غير عفوي بل هو بروفات لما سيأتي في المستقبل وهو يطرح علامات استفهام والكثير من المخاوف». ولفت الى أن «تأخير إقرار الموازنة من مجلس النواب متعمد وغير مقبول». واستغرب الصورة التي قدم بها باسيل مشكلة الكهرباء، وقال: «لا احد كان يتصور ان قضية الكهرباء صارت ايضاً طائفية وصار هناك خط توتر عالٍ سني وآخر شيعي وآخر مسيحي، وواحد يدفع وآخر لا يدفع»، مضيفاً أن كلام باسيل «غير دقيق، كان في إمكانه ان يشير الى المناطق، فليقل الامور كما هي بتفاصيلها وليس بغطائها الطائفي». وراى أن «هناك فرقاء لهم مصالح ضيقة لإسقاط الحكومة»، لافتاً إلى أن «موضوع اسقاط الحكومة خطير ويدخل لبنان إلى المجهول، خصوصاً أن الحكومة أخذت أشهراً عدة لتأليفها وهي تتمتع بدعم داخلي وخارجي»، وأشار الى أن «تغيير الحكومة قد يتم نتيجة تطورات اقليمية». وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري ان «بوابة الحل لمعالجة موضوع الكهرباء هي اقرار المجلس النيابي الموازنة العامة التي تتضمن مليار دولار لهذا القطاع». ورأى في حديث إلى «تلفزيون الجديد» ان «الناس على حق في اعتراضهم على موضوع انقطاع الكهرباء»، محذراً من استغلال «جرح الناس وألمهم في هذا الموضوع من قبل قوى سياسية». وذكر بأنه «منذ 1997 ولغاية اليوم لم يتم استثمار اي مبلغ من اجل عدم انقطاع الكهرباء». وقال: «عام 1996 وضع الرئيس الشهيد رفيق الحريري على طاولة مجلس الوزراء مشروع تأهيل وتحديث وإنشاء محطات لتوليد الكهرباء على الغاز، فرفض في ذلك الوقت لأسباب معروفة ومن بعده لم يبذل كل وزراء الطاقة المتعاقبين اي جهد لتطوير القطاع». وأعلن أن الخطة التي اعتمدتها الحكومة اليوم هي الخطة التي كان وضعها الرئيس رفيق الحريري والتي «تعثرث لأسباب لا نريد الكلام عليها لأننا في جو تهدئة». وشدد حوري على ان «الفساد والاصلاح في البلد لا لون طائفياً او مذهبياً لهما، وبالتالي التصنيف الذي سمعناه من وزير الطاقة غير مقبول ولا يجوز، وهناك ارقام تعاكس ما قاله». وتابع: «هذه غلطة ارتكبها الوزير باسيل ونتمنى عدم قول المزيد في هذا الاتجاه». وقال: «البعض من الفريق الآخر يعتبر ان استقالة الحكومة تؤدي الى حل للازمة القائمة، والبعض الآخر يعتبر ان اسقاط الحكومة يمكن يؤدي الى فراغ وامكان تشكيل حكومة اخرى، وهذا امر غير قائم ولا فرص اصلاً لتشكيل حكومة اخرى». واعتبرت كتلة «نواب زحلة» أن كلام باسيل عن «هدوء المسيحيين في هذا الملف يؤكد أنه ليس على دراية بوضع البلد»، مشيرة الى أن «كل لبناني وكل اللبنانيين يعيشون معاناة ضرب مقوّمات حياتهم من كهرباء ومياه ويتساءلون عن اضاعة فرصة اقتصادية رائدة في فصل الصيف ذهب معه السياح أدراج الرياح هرباً من ظلمة وعطش من وزارة لم تخبرنا بعد ماذا تفعل وماذا خططت لمعالجة هذا الملف الانساني».