تزيد فترة النهار الطويلة التي تمتد ل15 ساعة في مدينة باريس، من ابتهاج المسلمين بشهر رمضان، وإيجاد مساحة أكبر من الفرح والتكافل الاجتماعي، من خلال الاستعداد باكراً والحرص على أداء الصلوات جماعة في أنحاء العاصمة الفرنسية، خصوصاً صلاة التراويح في المسجد الكبير الذي يعد منارة إسلامية حيّة. وقال عمر يوسف: «نحرص على الوجود في شهر رمضان في الجامع الكبير والاجتماع مع المسلمين الذين يقصدونه من مختلف أنحاء باريس والشعور بالروحانية وإحياء السنن النبوية خلال الشهر الفضيل»، فيما قال محمد ناسي: «لا نشعر بجهد كبير خلال النهار على رغم أن الإمساك يبدأ في الساعة الخامسة إلا ربع والإفطار في الساعة التاسعة والربع، فالأجواء في باريس غالباً ما تكون ماطرة، والطقس يميل إلى البرودة، ونحرص في العادة على أن يكون الإفطار جماعياً مع عدد من المسلمين، وبعضنا يفضل الذهاب إلى المسجد الكبير». وذكر ناجي ياسين أنه يحرص على الإفطار مع عائلته ثم الذهاب إلى أقرب مصلى لأداء الصلاة جماعة، وعلى الذهاب إلى المسجد الكبير ليلة 27 من رمضان وصلاة العيد، للاجتماع بعدد ممن يعرفهم للمشاركة في الفرح في الأعياد الدينية مع المسلمين والشعور بالروحانية والطمأنينة. ويوضح فاروق بن عبده أن الفرنسيين يقدرون ويحترمون مشاعر المسلمين خلال شهر رمضان ويتفهمون قدسيته، ويضيف: «لا أجد حرجاً في عملي من زملائي أثناء النهار، فهم يعرفون أنني مسلم، فلا يعكرون صفو عبادتي وصيامي حين أقرأ القرآن وأؤدي صلاتي العصر والظهر». وأشار إلى أن بعض مسلمي فرنسا لا يزالون حريصين على الإفطار الجماعي والتكافل الاجتماعي، والتعاون في إعداد مائدة الإفطار، كلٌ بما تجود به نفسه، وإحياء الطقوس الرمضانية التي تختلف بحسب العادات والتقاليد المتعددة.