اعتبر مراقبون إسرائيليون إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في واشنطن مطلع الشهر المقبل "إنجازاً سياسياً" لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لنجاحه في أن يكون استئناف المفاوضات وفقاً للشروط التي أصر عليها وفي مقدمها عدم تضمين الدعوة إشارات إلى وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتبار القدس عاصمة للدولتين، وهي النقاط الرئيسة التي كان مفروضاً أن يتضمنها بيان "الرباعية الدولية" إلا أن رفض إسرائيل لها أجهض هذا البيان ليصدر بيان عام وليحل محله الإعلان الأميركي الذي لم يتضمن أية إشارات صريحة إلى هذه النقاط. ورأى المراسل السياسي في صحيفة "هآرتس" باراك دافيد أن "الإنجاز الأكبر" لنتانياهو يتمثل في نجاحه في تغيير اتجاه الضغط الأميركي رأساً على عقب "وبعد أكثر من عام من الضغط الهائل على حكومة نتانياهو، شرع الرئيس الأميركي باراك اوباما في تفعيل مكبس ضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ليقبل باستئناف المفاوضات". وتابع أنه بفعل هذا الضغط "الناجم عن رغبة اوباما في تحقيق إنجاز ديبلوماسي في الشرق الأوسط" حقق نتانياهو مبتغاه بإصدار واشنطن دعوة للأطراف تؤكد أن المفاوضات المباشرة ستُستأنف من دون شروط مسبقة. وأضاف أن الإعلان الأميركي وضع حداً للمطالب الفلسطينية بأن تكون المفاوضات على أساس إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967. وأشار المراسل السياسي إلى أن نتانياهو أوضح للأميركيين أن مطلبه بأن يتم استئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة ليس ناجماً عن موقف سياسي مبدئي إنما عن وضعية ائتلافه الحكومي والتزامه أمام ابرز صقور حكومته أن تًستأنف المفاوضات من دون شروط مسبقة. وأضاف أن نتانياهو، ومن خلال الضغط الأميركي نجح في إفراغ "بيان الرباعية" الذي نشر أمس من أي مضمون، خصوصاً ان البيان لم يتطرق حتى إلى وقف البناء الاستيطاني، "وعليه صدر بيان دولي بلا أنياب". وختم المراسل تقريره بالإشارة إلى أن إنجاز نتانياهو هو "مرحلي" إذ سيضطر مع بدء المفاوضات بصورة فعلية إلى توضيح مواقفه من قضايا الصراع الجوهرية: القدس والحدود واللاجئين ومستقبل المستوطنات "وسيكون أول رئيس حكومة من ليكود يخوض في مفاوضات حول الحل الدئام، وهنا سيكون امتحانه الحقيقي"..