الإيميل هو الصندوق البريدي الافتراضي والحقيقي في آن، ويحرص المشترك غالباً على حماية خصوصيته الإلكترونية بعدم إعطاء إيميله لكل من هبّ ودبّ، كيلا يتطفل فضولي على شأنه الخاصة، أو يتعرض الصندوق لعملية إغراقاتٍ إعلانية من شركات تجارية! غير أن الفضول سمة بشرية طاغية، خصوصاً لاستكشاف ما في جعبة تلك العناوين البرّاقة الخادعة التي تصحب تلك الرسائل، وأشهرها ما عرف قبل سنوات بفيروس I love you (أنا أحبك) فمن الذي سيقاوم نداءات الحب الفضائية ولو على حساب قواعد بياناته في جهازه الحاسوبي الخاص؟! تلك القواعد التي دمرها فيروس I love you الشهير! يتعرض إيميلي الشخصي هذه الأيام، لرسائل إعلانية عن منتجٍ قديم حديث! لقي ولا يزال يلقى رواجه الأول بين الناس، الحبة الزرقاء القاتلة ذات المفعول العجيب! الفياجرا لحياة أفضل، وسعادة مستمرة! هكذا يقولون والله أعلم. والمنتج يصل إيميلي بطرقٍ رائجةٍ تحمل عناوين غريبة جداً، فمرة: أنا أعرفك، ومرة: ساعدني! وثالثة: ساعدوا أطفال العالم! كلها باللغة الإنكليزية، والإنسان عالمي في تواصله بطبعه، بعدما تحول العالم إلى قريةٍ صغيرةٍ. حاولت الربط بين مساعدة الأطفال ومفعول الحبة السحري فلم أوفق ولم أجد رابطاً يذكر! أساعدهم بماذا؟ بالمال أم بإنتاج مزيدٍ من الأطفال؟! والحبة دواء لداء العجز الذي عافاني ربي منه، وأنا لا أمتنع عن تقديم يد العون لأطفالي وأطفال الجيران وأطفال العالم في حدود الموازنة المعقولة، كما لا أمتنع في المقابل عن قبول الفياجرا بالمجان، أعني بها المركبة الملقبة بالفياجرا، وهي من نوع مرسيدس ألمانية الصنع! فعندها قد أبيعها في السوق بسعرٍ جيدٍ، وأستثمر شطراً من ثمنها في مساعدة أطفالي وأطفال العام، وأحتفظ بجزءٍ من المبلغ لشراء مستلزمات شهر رمضان المبارك !