انطلقت مساء أول من أمس أول رحلة لقطار المشاعر يقود دفتها شاب سعودي لم يتجاوز العقد الثالث من العمر، بعد اجتيازه عدداً من الدورات التدريبية المكثفة، التي استهدفت ضخ 27 شاباً سعودياً آخر إلى مجال قيادة القطارات بالمشاعر المقدسة، في خطوة تعد الأولى من نوعها في هذا المشروع الذي يخدم حجاج بيت الله. ويمثل الشبان الذين بدأ عملهم كقادة للقطار نسبة 70 في المئة من القوى العاملة في قطار المشاعر لحج هذا العام. أكد المسؤول عن قطار المشاعر المهندس هشام المدني ل«الحياة» أن هناك خطة لتفادي ما حصل من أخطاء في الأعوام السابقة في قطار المشاعر، كاشفاً أنه تم تجهيز سكن وإعاشة موظفي إدارة الحشود في المحطات حتى يتم تفادي تعطل نقل موظفي إدارة الحشود قبل الورديات للمحطات، كما تم إجراء التشغيل التجريبي للقطار لمدة شهرين متكاملين، بالإضافة إلى زيادة عدد سائقي القطارات من 84 إلى 104 منهم 27 سعودياً. وأشار المدني أنه تم زيادة عدد موظفي أبواب الرصيف الطرفية بمعدل موظف لكل باب رصيف طرفي لزيادة التحكم بإدارة الحشود على الأرصفة، ومتابعة تمركز الموظفين في مواقعهم إلكترونياً طوال الوقت. وحول تقليل أعداد الحجاج المستهدفين هذا العام من القطار، أكد المهندس أنه تم تقليل عدد الحجاج المنقولين بالقطار لهذا العام. وأوضح أن عدد القطارات المستخدمة تكون حسب الحركة، وتختلف باختلاف الحركة مترو، وتصعيد، وإفاضة، ونفرة، وأخيراً حركة أيام التشريق. وأشار لقد تم تدريب 27 مواطناً على قيادة القطارات كدفعة أولى لهذا العام خارج المملكة وتم تدريبهم مكثفاً داخل المملكة، وأضاف أن أسعار التذاكر ثابتة ولم تتغير. وأوضح المهندس المدني أن العاملين في قطار المشاعر المقدسة ينقسمون إلى عاملين دائمين وموسميين، وفي كليهما نسبة السعودة مقبولة حسب أنظمة وزارة العمل، علماً بأن التشغيل في موسم الحج يتطلب ناطقين بالأوردية والإنكليزية للتعامل مع الحشود البشرية، ولذلك تراوح نسبة السعودة في الموظفين الموسميين بين 65 و70 في المئة. يشار إلى أن هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة وضمن خططها التطويرية، استحدثت هذا العام تطبيقاً ذكياً على أجهزة الجوال، يُعنى بمراحل ومواعيد تفويج الحجيج من وإلى المشاعر الثلاثة (منى، عرفة، مزدلفة)، الذي يهدف إلى إدارة الحشود في قطار المشاعر، إضافة إلى بث رسائل توعية لتفادي الزحام، والتنبؤ بعدد الحجاج القادمين للمحطات. ويعد قطار المشاعر من أطول القطارات بالعالم، إذ تبلغ طول العربة الواحدة 25 متراً، وينقل في الساعة الواحدة 72 ألف حاج، وهي أعلى طاقة استيعابية لقطار في العالم، بما يعادل نقل نصف مليون حاج كل ست ساعات تقريباً، بسرعة تراوح بين 80 و120 كلم في الساعة، ولا تستغرق الرحلة الواحدة بين المشاعر المقدسة سوى بضع دقائق، في وقت كان الحاج يحتاج إلى الساعات من أجل الوصول إلى وجهته، إذ تستغرق الرحلة من عرفة إلى منى 13 دقيقة، ومن عرفة إلى مزدلفة سبع دقائق، ومن مزدلفة إلى منى تسع دقائق. وكان مشروع قطار المشاعر، الذي يبلغ طول خطه الحديدي 18.2 كلم، افتتح عام 2010، إذ لم يستغرق إنجاز المشروع سوى 16 شهراً، وسجل خلال الأعوام الأربعة الأخيرة نجاحاً باهراً في نقل وتسهيل حركة ضيوف بيت الله الحرام، ولعب دوراً ملاحظاً لتسهيل حركة تنقلات ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة عموماً، ومن مخيماتهم باتجاه جسر الجمرات خلال أيام التشريق. ويتوافر في كل مشعر ثلاث محطات جهزت كل واحدة منها بمصاعد كهربائية وسبعة مسارات لتقديم الخدمة للحجاج، إضافة إلى عدد من البوابات الإلكترونية لتفويج الحجيج إلى المحطات، وتتميز هذه البوابات بتقنية الاستشعار عن بعد للتعرف على حاملي التذاكر التي تباع للشركات والمؤسسات فقط، ولا يمكن بيعها للأفراد لأهداف تنظيمية، وتتوافر أيضاً ساحات للانتظار مزودة بوسائل السلامة وتلطيف الجو تستوعب كل ساحة أكثر من ثلاثة آلاف حاج. ويبلغ مجموع قطارات المشاعر المقدسة 17 قطاراً، يتكون القطار الواحد منها من 12 عربة مكيفة، تحوي كل عربة خمسة أبواب، بما مجموعه 60 باباً من كل جهة، لصعود ونزول الحجاج من دون عناء وزحام. وتستوعب كل عربة 250 حاجاً، 50 منهم جلوساً و200 وقوفاً، إضافة إلى عربتين أمامية وخلفية لتشغيله، إذ يسير في الاتجاهين من دون الحاجة إلى تعديل القاطرة. ويبلغ طول القطار 300 متر، ويوجد بكل قطار 60 باباً، إضافة إلى وجود 168 شاشة على متن كل قطار.