كسروا حواجز اللغة والعرق والمذهب؛ لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى. قناعة وقانون سار عليه نحو 35 مقيماً من الجنسية الهندية قبل نحو سبعة أعوام، هي بداية انطلاق فكرة إنشاء فريقهم التطوعي لخدمة ومساعدة حجاج وضيوف بيت الله الحرام. «جمعية الإخوة الهندية» ترجمة لاسم الفريق التطوعي الذي أطلقه عدد من الأشخاص من المقيمين، من خلال صفحة في «فيسبوك» ليجد قبول عدد من أبناء جلدتهم من مناطق ومهن مختلفة، استهوتهم فكرة خدمة الحجيج؛ كونها فرصة مواتية لكسب الأجر والثواب، والتقارب بين المسلمين في الحج من دون البحث عن مردود مالي، حتى وصل عدد متطوعيه في بداية انطلاق أعماله إلى نحو 35 فرداً. إلا أن مؤسسي الفريق لم يتوقعوا الإقبال الكبير والمتزايد من أبناء جلدتهم على الانتظام في عضويته، التي زادت خلال الأعوام الستة الماضية لتصل إلى أكثر من ألفي عضو في حج هذا العام. الإقبال وتوسع نشاط هذه المجموعة استدعى لجوءهم الى جهات لإعطاء الفريق صبغة رسمية من خلال التنسيق مع سفارة وقنصلية بلادهم، والعمل تحت مظلة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، لتصبح لهم مقار رسمية، إضافة إلى إخضاع منسوبيه لدورات وندوات متخصصة في العمل التطوعي، من خلال «الندوة العالمية»، وتوسيع خدماته لتشمل، إضافة إلى إرشاد التائهين، مساعدة كبار السن وإيصال المرضى إلى المستشفيات، وتوزيع المواد الغذائية والمياه للحجاج. محمد إقبال، أحد مؤسسي هذه الجمعية، قال ل«الحياة»: إن الجمعية التي بدأت انطلاقتها الأولى قبل نحو 10 أعوام لم يكن عدد أفرادها يتجاوز 35 شخصاً من المقيمين بدؤوا حينها في العمل على إرشاد التائهين من الحجاج، بحسب قدراتهم وإمكاناتهم المتاحة في ذلك الوقت، إذ كانت وسيلتهم الوحيدة للتعريف بمجموعتهم، للراغبين في التطوع من بني جلدتهم، هي الصحف المحلية الإنكليزية والأوردية التي كان الفريق يحاول إيصال رسالته من خلالها. وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«واتساب»، ومن خلال رسائل البريد الإلكتروني أسهمت في التعريف بأهداف الفريق، حتى تجاوز عدد أفراده الألفين، أكثر من 150 منهم طلاب وطالبات في المدارس الهندية بالمملكة، وأكثر من 50 سيدة للتعامل مع السيدات. وقال إقبال: إن أعضاء الفريق يعملون في مؤسسات وشركات في مناطق مختلفة من المملكة، لا تربطهم أية علاقة سابقة، إذ جمعتهم الرغبة في العمل التطوعي، الذي يخدم جميع فئات الحجاج، مشيراً إلى أن معظم أعضاء الفريق لديهم ما يقارب ثماني لغات مختلفة، بينها الإنكليزية والعربية، ويعملون تحت مظلة الندوة العالمية للشباب الإسلامي والسفارة الهندية في المملكة، التي تكفلت بتأمين مقر سكني للمجموعة في مكةالمكرمة. فيما قال محمد رفيق، الذي يعمل مندوب مبيعات لدى إحدى المؤسسات في الدمام، وأمير سلطان الذي يعمل في إحدى المؤسسات بمحافظة جدة ل«الحياة» إنهم يشعرون بسعادة كبيرة أثناء تأدية عملهم التطوعي؛ في خدمة الحجاج التائهين.