«أرى الناس أصنافاً ومن كل بقعة ..إليك انتهوا من غربة وشتات ..تساووا فلا الأنساب فيها تفاوتت ..لديك ولا الأقدار مختلفات»، ملايين البشر من بقاع الأرض تجمعوا لأداء فريضة الحج، تفرقهم اللغة ويجمعهم دين واحد وفريضة واحدة يتساوى فيها الغني والفقير والأبيض والأسود لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى. «جمعية الأخوة الهندية» فريق تطوعي طبق هذا التقارب بين المسلمين في الحج عندما بدأت فكرة إنشائه قبل نحو 10 أعوام من خلال أفراد عدة كونوا مجموعة وضعت على عاتقها المشاركة في خدمة الحجيج بعيداً عن جنسه أو عرقه أو البحث عن مردود مادي حتى تجاوز عدد أفراده أكثر من 1000 شخص في حج هذا العام وامتدت خدماته لتشمل إضافة إلى إرشاد التائهين إلى مساعدة كبار السن وإيصال المرضى للمستشفيات وتوزيع المواد الغذائية والمياه للحجاج. «محمد إقبال» أحد المؤسسين لهذه الجمعية قال: «إن الجمعية التي بدأت انطلاقتها الأولى قبل نحو 10 أعوام لم يكن عدد أفرادها يتجاوز 35 شخصاً من المقيمين، بدأوا حينها في العمل على إرشاد التائهين من الحجاج بحسب قدراتهم وإمكاناتهم المتاحة في ذلك الوقت، إذ كانت وسيلتهم الوحيدة للتعريف بمجموعتهم للراغبين في التطوع من بني جلدتهم، هي الصحف المحلية الإنكليزية والأوردية التي كان الفريق يحاول إيصال رسالته من خلالها». وأضاف خلال حديثه إلى «الحياة»: «مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والواتس اب ومن خلال رسائل البريد الإلكتروني أسهمت في التعريف بأهداف الفريق حتى بلغ عدد أفراده 1050 منهم 100 من طلاب وطالبات المدارس الهندية في المملكة و50 سيدة للتعامل مع السيدات». وأوضح أن أعضاء الفريق يعملون في مؤسسات وشركات في مناطق مختلفة من المملكة لا تربطهم أية علاقة سابقة، إذ جمتعهم المجموعة والرغبة في العمل التطوعي الذي يخدم جميع فئات الحجاج، مشيراً إلى أن غالب أعضاء الفريق لديهم ما يقارب ثماني لغات مختلفة منها الإنكليزية والعربية، ويعمل تحت مظلة الندوة العالمية للشباب الإسلامي والسفارة الهندية في المملكة التي تكفلت بتأمين مقر سكني للمجموعة في مكةالمكرمة. فيما أبدى كل من مندوبي المبيعات لدى إحدى المؤسسات محمد رفيق وأمير سلطان سعادتهما أثناء تأديتهما عملهما التطوعي في خدمة الحجاج التائهين ومساعدة كبار السن والمشاركة في توزيع المياه والمواد الغذائية للحجاج، مؤكدين ل «الحياة» أنهم لا ينظرون إلى جنس أو عرق الشخص الذي يحتاج لمساعدتهم. يذكر أن الفريق التطوعي أسهم في خدمة الحجيج في مشعر عرفات بنحو 200 شخص، فيما تم تقسيم مشعر منى إلى ستة مربعات يشرف على كل مربع شخص ويعمل فيه نحو 150 متطوعاً وتدار أعمال الفريق من خلال غرفة عمليات متواضعة لاستقبال بلاغات التائهين وطالبي المساعدة من خلال خطي تلفون وضعت لهذا الغرض ومن ثم توجيه أقرب شخص للموقع من خلال الاتصال بمشرف المربع، وتتم الاستعانة لمعرفة المواقع بخرائط قام الفريق بعملها للمشاعر.