اتفق تجار المواشي على أن أزمة الشعير العالمية وارتفاع أسعاره محلياً أثرا بشكل كبير في أسعار المواشي في السوق السعودية، التي سجلت زيادات كبيرة. وطالبوا في حديثهم إلى «الحياة «بسرعة وجود حلول لهذه الأزمة، متوقعين استمرار ارتفاع أسعار المواشي خلال الفترة المقبلةوحذّروا في الوقت نفسه من خروج الكثير من التجار من سوق المواشي، لأن تربية المواشي باتت غير مجدية في ظل الاتفاعات الكبيرة في أسعار الأعلاف. وقال عضو لجنة تجار المواشي في غرفة جدة حسن المالكي: «إن ارتفاع أسعار الشعير أثر علينا كتجار، وهو ما أثر بشكل مباشر في المواطن وذلك من خلال ارتفاع أسعار المواشي»، مضيفاً أن مخازن الشعير توجد بها كميات كبيرة ولكن تجار الشعير يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، إذ وصل سعر الكيس وزن 50 كيلوغراماً إلى 38 ريالاً، في الوقت الذي كان فيه سعر الكيس قبل رمضان في حدود 29 ريالاً. وأضاف: «أي ارتفاع في أسعار الشعير لا بد أن تصاحبه زيادة في أسعار المواشي، لأن أي كيس شعير يتم تعليفه للمواشي يسجل مصروفات على الماشية، كما أن المواشي التي يتم استيرادها من القرن الأفريقي أسعارها باتت مرتفعة، إضافة إلى أن المحاجر الصحية للمواشي وإعادة البواخر المحملة بالمواشي تسببا في ارتفاع أسعارها». وتوقع المالكي أن تستمر أسعار المواشي في الارتفاع خلال الأيام المقبلة في حال عدم وضع حلول لارتفاعات أسعار الشعير المبالغ فيها، خصوصاً أن الأيام المقبلة وعيد الفطر وقرب موسم الحج تعتبر موسماً للمواشي، وهو ما سيضاعف الأسعار. وأشار المالكي إلى أن أسعار البرسيم ارتفعت أيضاً، إذ كانت الأسعار تتراوح بين 14 و15 ريالاً، والآن وصلت إلى 21 ريالاً. من جهته، أوضح تاجر المواشي حميد الجدعاني أن الارتفاع الحاصل في أسعار الشعير تسبب في زيادة أسعار المواشي، لأن لكل نوع من أنواع الماشية كلفة تدخل من ضمنها أسعار الشعير وتحسب في أسعارها عند البيع، وترتفع أسعار المواشي كلما زادت الكلفة. وأشار إلى أن أسعار المواشي ارتفعت خلال هذه الفترة بنسبة 30 في المئة، وحدثت الارتفاعات بشكل مفاجئ خلال الأيام الماضية. وحذّر من أن استمرار ارتفاع أسعار الشعير سيُخرج عدداً من تجار المواشي من السوق، وسيتخلون عن تجارتهم، لأنه لن يكون لهم أي مردود مالي إيجابي، لأن النفقات على الماشية مرتفعة، ما قد يسبب كارثة لأن الأسعار سترتفع بشكل جنوني. وأشار الجدعاني إلى أن سوق المواشي مرتبطة بسوق الشعير والأعلاف بشكل مباشر، وفي حال استمر ارتفاع أسعار الشعير في الأيام المقبلة فإن أسعار المواشي ستواصل صعودها. وعن بدائل الشعير أوضح الجدعاني، أن البرسيم أحد البدائل، ولكن سعره مرتفع أيضاً، إضافة إلى أنه يشكل خطراً على المواشي لأنه يحتوى على كميات كبيرة من البروتينات. أما تاجر المواشي سعيد الغامدي، فطالب وزارة التجارة بالتدخل لتعديل الوضع الحاصل حالياً في أسعار الشعير والذي يعني استمرار ارتفاع زيادة أسعار المواشي بشكل كبير. وطالب الغامدي الحكومة باستيراد كميات من الشعير مع توفير مخزون مناسب لضمان الإمدادات الكافية وكسر الاحتكار واستقرار الأسعار، وألا يتجاوز هامش الربح للموزع أكثر من 4 ريالات لكيس الشعير المحدد وزنه ب50 كيلو غراماً، مؤكداً أن استمرار الارتفاع قد يدفع عديداً من تجار المواشي إلى هجر تجارتهم. ولفت إلى أن حجم سوق المواشي في السعودية يصل إلى ستة بلايين ريال سنوياً.