اختصر لاعبو الشباب مهمتهم التكتيكية في 20 دقيقة من انطلاق المباراة الختامية أمام منافسهم نادي الاتحاد، وتمكنوا من فرض هيمنتهم وسيطرتهم على أحداث المباراة بفضل تطبيق أسلوب الضغط العالي على مدافعي ووسط الاتحاد، وهو ما منحهم ركلة جزاء في أولى دقائق المباراة، وعلى رغم إخفاق ناصر الشمراني في تسجيلها، إلا أن تعويضها كان مسألة وقت فقط، في الوقت الذي لم يستفد لاعبو الاتحاد من إهدار ركلة الجزاء، وحتى ردة الفعل كانت غائبة بفضل حال التركيز العالي، الذي كان عليه لاعبو الشباب، وحولوه إلى بناء العديد من الجمل التكتيكية في ملعب الاتحاد، أدت إحدى هذه الهجمات إلى أن يتكفل الظهير الأيسر الاتحادي صالح الصقري بهز شباك مرمى فريقه، وكان هذا الهدف حافزاً لمواصلة البحث عن تسجيل هدف ثان في ظل حالة التوهان والارتباك التي كان عليها لاعبو الاتحاد، وعجزهم عن الدخول في أجواء المباراة على رغم الخبرة والتمرس اللذين يتمتع بهما لاعبو الاتحاد، ولذلك جاء الهدف الثاني من ناصر الشمراني بمثابة الضربة الموجعة التي أفقدت لاعبي الاتحاد صوابهم، وكانت ردة الفعل عشوائية بأن يتحول الاداء الاتحادي إلى تسرع في بناء الهجمة وهو ما أبطل مفعولها بشكل كبير، حتى وان كانت هناك هجمات خطرة إلا أنها لا تتعدى كرة أو كرتين في الشوط الأول. الضربة القاضية خروج حارس مرمى الاتحاد مبروك زايد بالبطاقة الحمراء مع أواخر الشوط الأول، ونيل الظهير الأيسر صالح الصقري البطاقة الحمراء في الثواني الأخيرة من هذا الشوط كانا بمثابة الضربة القاضية التي ألغت أي بوادر لعودة الفريق الاتحادي في ظل الهيمنة والاحكام على المباراة من لاعبي الشباب، وكان الذهاب إلى غرفة تبديل الملابس ما بين شوطي المباراة بمثابة التفكير والاتفاق على الخروج من هذه المباراة بأقل الخسائر، والمحافظة بقدر المستطاع على نتيجة الهدفين، حتى لا تكون الزيادة في معدل التهديف الشبابي وصمة غير لائقة بفريق الاتحاد بطل الدوري المحلي. شوط الاستعراض الظروف التي واجهت الاتحاد أثناء الشوط الأول لا يمكن تجاوزها أو محاولة التغلب عليها مهما كانت القدرات الفنية واللياقية في قمة مثاليتها، فدخول الفريق منقوصاً من اثنين من لاعبيه علاوة على تلقي شباكه هدفين نظيفين تسببت في قبول حالة اليأس وحرمت اللاعبين ومدربهم من البحث عن بصيص أمل لعل وعسى، خصوصاً أن المنافس فريق الشباب كان في قمة عافيته وفي قمة حضوره الفني فوق المستطيل الأخضر، وظل لاعبوه يبحثون عن تحقيق هدف آخر غير الفوز في المباراة وهو زيادة الغلة التهديفية قدر المستطاع، لمعرفتهم أن هذه الفرصة التاريخية لربما لن تتكرر في الوقت القريب، واكتفوا بتسجيل هدفين إضافيين من فرص عدة قابلة للتسجيل وفّق الحارس البديل تيسير آل نتيف في إبطال مفعولها وحيداً، ظروف المباراة جعلت مدرب الشباب أنزو هيكتور يشرك العديد من لاعبيه من أجل تجهيزهم للمباريات المقبلة، بالذات والفريق تنتظره مباراة حاسمة أمام منافسه فريق بيروزي الايراني. حسن معاذ تحت المراقبة من المفارقات الغريبة في هذه المباراة بأن تتحول الرقابة على ظهيري الجنب في الفريق الشبابي من لاعبي الاتحاد، خصوصاً حسن معاذ الذي صال وجال في الجهة اليسرى الاتحادية، وكان يشكل وحده جبهة هجومية اربكت جهة كاملة من الجانب الاتحادي، فالبرازيلي ريناتو وأبوشقير وصالح الصقري وخلفهم جميعاً حمد المنتشري ظلوا «مشتتين» ما بين التصدي لانطلاقات حسن معاذ أو في مراقبة بقية زملائه في الوسط والهجوم الشبابي، وتحسب للاعبي الشباب ولمدربهم القدير انزو هيكتور القراءة الجيدة قبل وأثناء المباراة، وهذا ما منحهم التفوق من أول ثانية إلى آخر ثانية في هذه المباراة الختامية، وإن كانت هناك بعض الهجمات الخطرة من الجانب الاتحادي إلا أنها لم تجد النهاية السليمة لزيارة شباك وليد عبدالله، الحالة المميزة لفريق الشباب في هذه المباراة وندرة الهجمات على دفاعه، حفزت وليد عبدالله بأن يكون له حضوره المميز كبقية زملائه في المباراة، وبالفعل كان حضوره مثالياً مع الهجمات الخطرة أو التسديدات المباغتة التي وصلت مرماه، كذلك وفق كثيراً في التقاط جميع الكرات العرضية التي يتميز بها فريق الاتحاد، وتعتبر أحد أهم أسلحته الهجومية.